ما سبب هوس الجمهور بمسلسل "لعبة الحبار" الكوري الأكثر مشاهدة على نتفلكس حول العالم؟

لا يعتبر نوع العرض جديدا، إلا أن صوره المذهلة وشخصياته المترابطة ودراسة الطبيعة البشرية أغرت الجماهير في جميع أنحاء العالم وشجعتهم على مشاهدة كل حلقاته.

وصرح أحد كبار المسؤولين التنفيذيين لنتفلكس مؤخرا أنه من الممكن أن يصبح المسلسل الأكثر شعبية على الإطلاق على المنصة.

أشخاص عاديون.. مثلي ومثلك

قال هوانج دونج هيوك، مخرج "لعبة الحبار"، في مقابلة: "ينجذب الناس إلى السخرية من أن البالغين اليائسين يخاطرون بحياتهم للفوز بلعبة أطفال".

وأضاف المخرج: "الألعاب بسيطة وسهلة، لذا يمكن للمشاهدين التركيز بشكل أكبر على كل شخصية بدلا من قواعد اللعبة المعقدة."

يتكون المسلسل من تسع حلقات وتدور أحداثه حول لعبة البقاء على قيد الحياة، وتبدأ اللعبة مع 456 متسابقا وجائزة قدرها 45.6 مليار وون، أي ما يعادل 38.7 مليون دولار أمريكي. وأثناء تطور الأحداث، يُقتل المتسابقون الخاسرون بينما يشاهد الأغنياء الألعاب التي يمولونها.

وتعكس قصة "لعبة الحبار" حياة المجتمعات الأكثر تهميشا في كوريا الجنوبية. ويأتي في الصدارة، على سبيل المثال، رجل عاطل عن العمل يعاني من مشكلة قمار ويكافح من أجب كسب الاحترام من عائلته. ومن خلال اللعبة، يلتقي بشاب كوري شمالي منشق ذو خلفية مأساوية، وعامل باكستاني يتعرض لسوء المعاملة من قبل أرباب عمله.

قالت أريوم جيونج، خبيرة السينما الكورية في جامعة سيتشوان - معهد بيتسبرغ، إن الحبكة لاقت صدى عميقا لدى الكوريين الجنوبيين المحبطين من زيادة عدم المساواة في الدخل في واحدة من أغنى دول آسيا.

وتابعت: "يشعر الشباب اليوم بالإحباط والتشاؤم بسبب معدل البطالة المرتفع"، مضيفة أن احتمال ربح مبالغ طائلة "يمكن أن يبدو جذابا رغم أنه قد يؤدي إلى تلطيخ يديك بالدماء"، بحسب موقع واشنطن بوست.

كما دفعت شعبية المسلسل السياسيين الكوريين الجنوبيين لمحاولة الاستفادة من الصدى العالمي الذي اكتسبه منذ إصداره في منتصف سبتمبر الماضي. فقد استخدم لي جاي ميونغ، المرشح الأوفر حظا لتمثيل الحزب الديمقراطي من يسار الوسط في المسابقة الرئاسية العام المقبل، مسلسل Squid Game لانتقاد المعارضين السياسيين هذا الأسبوع.

وأوضحت كيم بيونغ غانغ، أستاذة المحتوى الثقافي العالمي في جامعة سانغ ميونغ، في مقابلة مع بي بي سي: "يبدو أن الناس، وخاصة جيل الشباب، الذين يعانون بانتظام من الاغتراب والاستياء في الحياة الواقعية، يتعاطفون مع الشخصيات".

كما يقول أحد مسؤولي الألعاب في المسلسل: "جميع المشاركين في اللعبة متساوون. إننا نمنح الأشخاص الذين عانوا من عدم المساواة في المعاملة والتمييز في العالم الخارجي الفرصة الأخيرة للفوز بمنافسة عادلة".