من الدبابات إلى الطائرات: تجارة الأسلحة الروسية المتنامية في أفريقيا
نشرت في:
يعد نجاح شركة Rosoboronexport الروسية جزءا من استراتيجية موسكو الكبرى لتأسيس قاعدة سياسية واقتصادية وعسكرية رفقة عدد كبير من الشركاء الأفارقة، ويضمن التقلب السياسي المزمن في أفريقيا طلبًا مستمرًا على المعدات العسكرية من جميع الأنواع - وهو الطلب الذي يواصل قطاع الدفاع الروسي تلبيته بإمدادات من الأسلحة الفعالة من حيث التكلفة والموثوقة.
أعلنت وكالة تصدير الأسلحة الروسية، Rosoboronexport، نهاية شهر نوفمبر 2021 أنها وقعت عقود تصدير مع دول أفريقية تصل قيمتها إلى 1.5 مليار دولار في عام 2020.
قال المدير العام روسوبورون اكسبورت، ألكسندر ميخيف لصحفيين في معرض الدفاع الدولي (آيدكس) 2021 يوم الأحد 28 نوفمبر 2021: "وقعنا عقودًا مع أكثر من عشر دول أفريقية في عام 2020. وتلقينا دفعة مقدمة وبدأنا في الوفاء بها".
يفسر مارك إيبيسكوبوسن مراسل الأمن القومي لموقع ناشيونال إنترست فيقول إن ميخيف التقط إشارة التواجد الروسي المتزايد في القارة. إذ لم يكن الاتحاد السوفيتي موردًا رئيسيًا للأسلحة فحسب، بل حافظ على وجود عسكري نشط في أفريقيا طوال السنوات الأخيرة من الحرب الباردة. انحسر هذا التأثير في السنوات التي أعقبت الانهيار السوفياتي، عقب ركود الجيش الروسي والاضراب التقنية التي عاناها طوال معظم سنوات التسعينات. يستدرك إبيسكيبوسن فيذكر أن الكرملين استأنف منذ ذلك الحين المكان الذي توقف عنده سلفه السوفيتي، ليس فقط بإعادة بناء العلاقات المهملة، ولكن أيضًا بتحقيق إنجازات جديدة غير متوقعة.
اعتبارًا من العام 2020، باتت شركة Rosoboronexport تمثل نسبة مذهلة تبلغ 49٪ من واردات الأسلحة إلى إفريقيا. استولت روسيا على ريادتها في الصادرات ووسعتها بشكل كبير مقارنة بأكبر منافسيها، فرنسا والولايات المتحدة، على مدى العقدين الماضيين. ينقل "ناشيونال انتريست" أن روسيا باعت أسلحة إلى ما لا يقل عن 21 دولة أفريقية؛ من بين هؤلاء، تعد الجزائر ومصر أكبر العملاء. اشترت الجزائر مجموعة واسعة من المعدات العسكرية الروسية الثقيلة، بما في ذلك أكثر من 500 دبابة قتال رئيسية من طرازT-90SA (MBT) و 300 مركبة قتال مشاة BMPT-72 Terminator 2 حديثة. وفي الوقت نفسه، فإن مخزون الجزائر الكبير من الطائرات المقاتلة والمروحيات العسكرية يكاد يكون من أصل سوفييتي وروسي؛ وبحسب ما ورد وقعت الجزائر عقودًا لتسليم Su-34 المقاتلات الضاربة وطائرات التفوق الجوي Su-35 في السنوات القليلة الماضية، على الرغم من عدم وجود تأكيد رسمي لهذه الصفقات المزعومة.
يورد مارك إيبيسكوبوسن أن حالة مصر تظهر بجلاء الصعود الصاروخي لروسيا إلى الهيمنة على الأسواق الأفريقية. كانت الدبابات المصرية في العقود السابقة بأكثر من 1000 طراز مُنتَج محليًا من M1A1 MBT الأمريكية، وضيف "ولكن يبدو أن القاهرة الآن تحول جزءًا كبيرًا من احتياجاتها من MBT إلى Rosoboronexport كجزء من صفقة طموحة من شأنها أن تشهد ما يصل إلى 500 T-90MS الروسية التي تنتجها صناعة الدفاع المحلية في مصر. يمكن استنتاج التوجه المصري أيضا من خلال صفقات سلاح الجو، إذ وقعت القاهرة مؤخرًا صفقة مع روسيا لمقاتلة .Su-35
أنغولا باتت تعد أيضا عميلا جديدا وناشئا لروسيا، إذ تسعى إلى تحديث مخزونها القديم من المعدات العسكرية السوفيتية بمزيج من الاستيراد المباشر والانتاج المرخص باهظ الثمن. وقد أثبتت أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية من سلسلة Tor و Pantsir ، بالإضافة إلى طائرات الهليكوبتر الهجومية والبنادق الهجومية من عائلة AK-200 من طراز كلاشينكوف، شعبيتها باستمرار عبر سلسلة واسعة من الدول الأفريقية. وفي الآونة الأخيرة، وقعت شركة Rosoboronexport صفقة لبيع قوارب هجومية من طراز BK-10 إلى عميل غير محدد في جنوب الصحراء الكبرى. يقول إبيسكيبوسن إن هذه الخطوة تسلط الضوء على التوسع الإضافي في مبيعات الأسلحة الروسية إلى أفريقيا بما يتجاوز الفئات المألوفة مثل الأسلحة الخفيفة والدبابات.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك