مراسل مونت كارلو الدولية في السودان: هدوء جاد في أول يوم من الهدنة لكنه نسبي

وقال إسلام عبد الرحمن مراسل إذاعتنا في الخرطوم إنه وباستثناء بعض الاشتباكات في أم درمان غربي الخرطوم والخرطوم بحري ومدينة الأبيض في شمالي كردفان، يمكن القول إن الهدنة في يومها الأول بدت جدية، وقد صمدت أكثر بكثير من سابقاتها، إذ سمحت للمواطنين بالخروج من منازلهم لقضاء حوائجهم، رغم انعدام السيولة وإغلاق البنوك وعدم صرف رواتب الموظفين، بالإضافة إلى توقف العمل لعدد من القطاعات الإنتاجية والخدمية، وانعدام الوقود في المحطات، وارتفاع أسعاره بشكل جنوني في السوق السوداء.

بيان سعودي أمريكي

وأصدر البلدان بيانا مشتركا في ساعة متأخرة من أول أيام الهدنة قالا فيه إن تحضيرات بدأت لعمليات الإغاثة الإنسانية، واكدا فيه على أهمية الالتزام بوقف إطلاق النار.

ويشمل الاتفاق آلية مراقبة يشارك فيها الجيش وقوات الدعم السريع بالإضافة إلى ممثلين عن السعودية والولايات المتحدة، اللتين توسطتا في الاتفاق بعد محادثات في جدة، وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن آلية المراقبة ستكون "عن بعد"، دون أن يقدم أي تفاصيل.

وجرى الاتفاق على الهدنة خلال محادثات استضافتها مدينة جدة السعودية يوم السبت بعد معارك ضارية استمرت خمسة أسابيع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. وتتابع السعودية والولايات المتحدة هذه الهدنة التي تهدف إلى السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية.

انتهاكات جسيمة للقطاع الصحي

وإذ تنص الهدنة على إخلاء المرافق الصحية من المظاهر العسكرية فإن وزارة الصحة السودانية اتهمت في بيان صحفي قوات الدعم السريع بخرق الهدنة من خلال استهدافها القطاع الصحي، وتمركزها في ثلاثة مشافي، وطرد المرضى، واستيلائها على أربع سيارات إسعاف وهو ما نفته الدعم السريع كما نقل مراسل إذاعة مونت كارلو الدولية في الخرطوم.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن العنف والنهب والتحديات الإدارية واللوجستية عرقلت دوما الجهود المبذولة لتوسيع نطاق أنشطتها منذ بدء القتال في 15 أبريل نيسان.

وقال مسؤول كبير بالصليب الأحمر يوم الثلاثاء إن اللاجئين السودانيين يتدفقون على تشاد بسرعة كبيرة لدرجة يستحيل معها نقلهم جميعا إلى أماكن أكثر أمانا قبل بدء موسم الأمطار في أواخر يونيو حزيران، مما قد يعني احتمال وقوع كارثة.

ترحيب شعبي بالهدنة

وكتب نشطاء إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان يرحبون باتفاق وقف إطلاق النار لكنهم اشتكوا من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تُرتكب بحق المدنيين قالوا إنها وقعت مع احتدام القتال وطالبوا بفتح تحقيق فيها.

وقال نشطاء وعمال إغاثة إن لجان الأحياء التي كانت في طليعة جهود الإغاثة المحلية في العاصمة الخرطوم تستعد لتلقي المساعدات، مشيرين إلى أن كميات كبيرة من المساعدات التي وصلت إلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر لم تُوزع بعد في انتظار الحصول على التصاريح الأمنية.

وزاد اتفاق وقف إطلاق النار من الآمال في استراحة من الحرب التي تسببت في نزوح ما يقرب من 1.1 مليون شخص من ديارهم، من بينهم أكثر من 250 ألف فروا إلى دول مجاورة.