"أوعدني يا أبي": بايدن يروي مذكراته بالفرنسية

-الجانب الإنساني المؤلم في حياة بايدن 

غالبا ما يمزج الأمريكيون حياتهم الخاصة بحياتهم العملية وهنا نتوقف لنقول: إن حياة جو بايدن تتميّز بالفعل بجانب إنساني مؤلم،  في تناقض كبير مع أسلوب دونالد ترامب الواثق والذي يصوّر نفسه على أنه الرجل الذي لا يقهر . بايدن خلال حملته الانتخابية الأخيرة تطرق بإسهاب إلى تلك المرحلة التي وصفها بأنها كانت بالغة الصعوبة .

"جو" كما يطلق عيله أصدقاؤه المقربون، فقد زوجته الأولى عندما كانت ابنته كانت تبلغ من العمر عاما واحدا . توفت الزوجة في حادث سيارة  مروع في العام 1972 أثناء التسوّق لمناسبة عيد الميلاد، وكان ذلك بعد أسابيع على فوزه  بانتخابات مجلس الشيوخ عن ولاية  ديلاوير.  فيما أصيب نجلاه (بو) الذي كان يبلغ أربع سنوات وهانتر (عامين آنذاك) بجروح خطيرة في الحادث نفسه ، اضطرَّ وقتها أنْ يعيش معهم في المستشفى لأشهر. 

-"حتى وإن كنت تمر بالجحيم، فلا تتراجع"

وثق بايدن هذه القصة في أول إصدارته في عام 2017  تحت عنوان " وعود بالوفاء"، وهي أثرت في الأمريكيين بل أبكتهم . وأوضح الكاتب، كيف قاوم بكل جهده هذه الظروف رغم أعماله المكثفة  لمساعدة  نجليه  ،وكيف ساند  ابنه "جو" المصاب بالسرطان  في كل لحظات  المرض الحرجة إلى أن وافته المنية .  لكن رغم هذه المحن يؤمن الرئيس الديمقراطي بمقولة شهيرة لرئيس الوزراء البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل: "حتى وإن كنت تمر بالجحيم، فلا تتراجع".

-"أوعدني يا أبي " قريبا للفرنسيين    

وعقب إصداره الثاني  باللغة الألمانية، فإن هذه الروايات المرتبطة بعائلته  ستصدر باللغة الفرنسية  في شهر مارس /آذار المقبل ، تحت عنوان :"أوعدني يا أبي "   .  مؤلف ليس سياسياً ويتكلم فيع عن إدارته  الحزن الجارف  الناتج  عن فقدان الأهل والأحبة ،من خلال تجربته  التي لا يمكن تصورها مع مآسي  الحياة.  

 يتحدث الكاتب عن ظروف فقدانه ابنه الأكبر “جو” الذي أصبح محاميا بارعا ،ولكن أصابه مرض السرطان وتوفي في عام 2015. "جو" وهو على فراش الموت ، من أبيه أن يترشح  للرئاسة الأميركية ومن هنا جاء اسمُ الكتاب -"أوعدني يا أبي ".  

-تهافت الأمريكيين على روايات بايدن

احتلت النسخة الأصلية من الكتاب المرتبة الأولى في قائمة أفضل الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة الأمريكية على مدار أسابيع.

اعتبر هذا المؤلف من أهم الكتب المهداة من جد وأب إلى ابنه وإلى أحبته ،إنها قصة معاناة عائلة، ولكنها أيضاً قصة أمل وتفاؤل ، كما يقول النقاد .

تتوفر أيضا  في المكتبات الأمريكية سيرة ذاتية موقعة للصحفيين الفرنسيين في واشنطن: جو بايدن ، "رهان أمريكا ضد ترامب" بقلم سونيا دريدي   ، و"جو بايدن ، قصة أمريكية " بقلم  جان برنارد كاديير .

يقول جو بايدن في "عدني يا أبي " :

"لكل من يمر بفقدانِ حبيب غيّبه الردى : سيأتي يوم، عندما يجلبُ تفكيرك بمَن رحل، ابتسامةً على شفتيكَ  قبل أن تدمع عينك. لكُلِّ من يقرأ هذه الكلمات ويمرُّ حاليًا في حزنٍ لرحيلِ الأحبّة، صلاتي من أجلك هي أن يأتي ذلك اليوم ُ قريبا.