هل تتسبب سوق العملات المشفرة بكارثة مالية شبيهة بأزمة الرهن العقاري لعام 2008؟
اعتبر بول كروغمان، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2008، إن هناك أوجه تشابه مثيرة للقلق بين العملات المشفرة المزدهرة وأزمة الرهن العقاري التي وقعت في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين واعتبرت بمثابة كارثة مالية.
نشرت في:
وكتب كروغمان في صحيفة نيويورك تايمز في 27 كانون الثاني/يناير 2022 أن المسار الذي يتخذه سوق العملات المشفرة، خاصة مع ظهور ما يسمى بـ"الرمز غير القابل للاستبدال" أي وحدات بيانات مخزنة في سجل رقمي يمكن بيعها وتداولها، أمر مخيف.
وأضاف "العملات المشفرة لا تهدد النظام المالي -الأرقام ليست كبيرة بما يكفي لذلك- ولكن هناك مؤشرات متزايدة على أن المخاطر التي يتعرض لها المستخدمون تقع بشكل غير متناسب على أولئك الذين لا يعرفون ما الذي يفعلونه".
ويقول الخبير الاقتصادي، وهو أحد أفضل المحللين للأزمة الاقتصادية العالمية لعام 2008، أن أزمة العملة المشفرة الحالية وانخفاض قيمتها يؤسسان توازياً واضحاً مع انهيار سوق الرهن العقاري التي أغرقت الاقتصاد العالمي في حالة من الفوضى لسنوات عديدة.
في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قدمت الشركات المالية العديد من الرهون العقارية لأشخاص لا يستطيعون تحمل تكاليفها، الأمر الذي كان له تأثير كرة الثلج وأدى إلى الأزمة المالية التي عرفها العالم.
واليوم، بينما لا يؤمن كروغمان تماماً بحدوث ركود آخر بسبب العملات المشفرة، فإنه يشير بأصابع الاتهام إلى تقنية "الرمز غير القابل للاستبدال" وغيرها من الاستثمارات المماثلة، والتي تحظى بشعبية خاصة لدى الطبقة المتوسطة والمجموعات الهامشية.
من جهته، اعترف أكبر سوق افتراضي للرموز غير القابلة للاستبدال ويسمى OpenSea بالمشكلة بالقول: "لقد لاحظنا مؤخراً زيادة هائلة في تسجيل المستخدمين. أكثر من 80٪ من الرموز غير القابلة للاستبدال التي تم إنشاؤها منذ ذلك الحين عبارة عن أعمال مسروقة ومجموعات وهمية ورسائل غير مرغوب فيها".
وحقيقة أن هذه النسبة من الرموز مزيفة وأنه من السهل جداً على المستثمرين عديمي الخبرة أن يخسروا آلاف الدولارات يذكر بالفعل بأزمة الرهن العقاري.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك