ولاية كارولاينا الجنوبية: من "عاصمة الإجهاض" إلى قرار تقييد هذا الحق

إعداد بترا فرحات

قضية 'رو في وايد': تاريخ فاصل في قضية الإجهاض

ولكي نفهم التطور الأخير في سياسة ولاية كارولاينا الجنوبية، يجب أن نعود إلى قضية "رو في وايد" التي أصدرتها المحكمة العليا في عام 1973، حيث أقرت حق النساء في انهاء الحمل. لكن سرعان ما بدأت الانتقادات الدينية والأخلاقية تتكاثر، مما أدى إلى حملات سياسية لتقييد هذا الحق.

أما القانون الجديد في كارولاينا الجنوبية فهو تكملة لسلسلة من القوانين التي تم التصويت عليها في السنوات الأخيرة. خاصة بعد أن ألغت المحكمة العليا الحماية الدستورية للحق في الإجهاض في حزيران الماضي. وقد حظرت حوالي 15 ولاية الإجهاض على أراضيها بعد هذا القرار.

انضمت ولاية كارولاينا الجنوبية، التي كانت في الماضي مقصداً للنساء الراغبات في الإجهاض إلى الولايات التي تقيد هذا الحق. وجاء هذا القرار بعد مواجهة سياسية حادة بين الأطراف المقيدة والأطراف المعارضة لهذا القرار مثلاً بين النائبة الجمهورية "ساندي سين" وزملائها الذكور في المجلس.

من جهتها، أدانت المنظمات التي تدافع عن حق الإجهاض هذا القرار، معتبرة أنه يقيَد حق النساء في اتخاذ قراراتها. ولكن بغض النظر عن الجدل الحاصل، أكد الحاكم الجمهوري هنري ماكماستر أنه ينوي توقيع القانون.

وفي النهاية، يحيط الجدل بقضية الإجهاض في الولايات المتحدة، التي تتمحور حول صراع بين حقوق النساء في وبين المعتقدات الدينية والأخلاقية للمجموعات الاجتماعية والسياسية المختلفة. وتظهر ردود الفعل المتباينة على هذا القرار، مدى التقسيم الذي يحيط بالقضية. كما ستكون القرارات التي تتخذ الآن حاسمة في تحديد مسار الحوار والتشريعات المستقبلية حول الإجهاض في الولايات المتحدة، في ظل التوترات السياسية والاجتماعية القوية المستمرة حول هذا الموضوع المثير للجدل خصوصاً مع وجود أكثرية في المجلس تقيَد هذا الحق.