كورنوال: استضافت قمة مجموعة السبع وتُصنَّف ضمن أفقر المناطق في بريطانيا
اشتهرت مقاطعة كورنوال، الواقعة في جنوب غرب بريطانيا، في الفترة الأخيرة بفضل قمة مجموعة السبع التي استقبلت قادة العالم في منتجع شاطئي ساحر. لكن نفس المكان يعكس صورة فقيرة من البلاد تظهر معالمها بعد إطفاء أضواء الكاميرات وغروب الشمس على منازل ساكنيها.
نشرت في:
تعتبر كورنوال موطنا لحوالي 300 شاطئ وقد تصل أمواجه إلى 30 قدما، فضلا عن المنتجعات السياحي.
وبعد إلغاء القمة السابعة والأربعين في عام 2020 بسبب قيود الإغلاق، اجتمع قادة الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا واليابان وإيطاليا وبريطانيا لمناقشة مواضيع عالمية في فندق فخم في خليج كاربيس، مثل المناخ وفرض ضرائب على الشركات العالمية وحل النزاعات التجارية وترتيب حدود إيرلندا الشمالية.
وقد تزامنت العديد من الاحتجاجات مع انعقاد قمة السبع في السنوات الماضية. ففي عام 2001، شارك ما يقرب من 200 ألف شخص في مظاهرات مناهضة للعولمة في جنوا الإيطالية، وقُتل اثنان منهم.
ومنذ ذلك الحين، عقدت القمة في أماكن نائية نسبيا، مثل بياريتز في فرنسا في عام 2019 وتاورمينا في صقلية في عام 2017.
ولا تختلف كورنوال عن جنوا، إذ أعرب السكان المحليون عن غضبهم بسبب إلغاء سوق المزارعين واستبدال موقع السوق، وهو رصيف في بلدة على بعد 25 ميلا من موقع القمة، من قبل الشرطة الحلية كموقع للاحتجاجات.
الأغنياء والفقراء
تشتهر كورنوال بكونها وجهة سياحية ومكان العطلات المفضل لدى البريطانيين، لكن الأغنياء منهم، حيث يتدفق عدد كبير منهم إلى الساحل لقضاء عطلة الصيف القصيرة والمعتدلة هناك.
وبغض النظر عن احتجاجات سوق المزارعين، فإن مقاطعة كورنوال مثال لعدم المساواة الاجتماعية: أغنى وأفقر الناس في إنجلترا يسكنون جنبا إلى جنب.
فمنذ بداية جائحة كورونا، اجتذبت المقاطعة عددا هائلا من البريطانيين الميسورين ويعملون عن بعد. مما أدى إلى ارتفاع أسعار المنازل بنسبة 10%، أو 37 ألف جنيه إسترليني، ما يعادل 52 ألف دولار، وفقا لمكتب الإحصاء الوطني البريطاني.
وتجدر الإشارة إلى أن ما يقرب من ثلث الأطفال في المنطقة يعيشون في فقر مدقع، بحسب تحالف القضاء على فقر الأطفال. وتعتبر هذه النسبة أعلى من الحد المنصوص عليه في قانون فقر الأطفال في المملكة المتحدة، والذي تم وضعه في عام 2010 لخفض نسبة الأطفال الذين يعانون من الفقر إلى 10% بحلول عام 2020.
أما في 2019، فقد بلغ عدد المشردين في كورنوال أكبر من أي مقاطعة أخرى في البلاد. وخلال الوباء، تم إيواء العديد منهم في غرف فندقية محلية، لكنهم طردوا منها لإفساح المجال للحاضرين في قمة السبع، بحسب تقرير نشرته مؤسسة خيرية محلية.
أما فيما يخص قطاع الشغل، تقدم السياحة ربع الناتج الإجمالي لكورنوال، ما يعني عقود عمل موسمية بأجور منخفضة ساعدت في تأجيج الانقسامات السياسية كذلك.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك