الرائد توما بيسكيه: "شاهدت من الفضاء مدى هشاشة كوكبنا"
نشرت في:
يُعتبر توما بيسكيه الذي يسبح على علوّ 400 كيلومتر في مدار الأرض شاهدا خاصا على الكوارث التي ضربت كوكبنا خلال الأشهر الستة الأخيرة وقد أعرب الرائد من محطة الفضاء الدولية عن مخاوفه في مقابلة مع وكالة فرانس برس بمناسبة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ.
س: أيّ صور للكوارث الطبيعية كان لها أكبر وقع عليك؟
ج: صور الأعاصير والحرائق الحرجية، فأنا لم أشهد يوما أمرا بهذا الهول مع أعمدة دخان كان من الممكن رؤيتها من الفضاء لأيام طويلة. وقد ذهلنا فعلا بالطاقة التي صدرت وبالأضرار التي لحقت بأشخاص كان من سوء حظّهم أنهم موجودون في الموقع. وشهدنا أيضا سلسلة من العواصف المدارية الهائلة بدورها. وكان في وسعنا أن ننظر في عين العاصمة بالمعنى الحقيقي. وهي كتل من السحاب شديدة القوّة باتت أكثر تواترا وتدميرا.
س: هل إن رؤية الأرض من فوق للمرّة الثانية بفارق خمس سنوات زادت من قناعتك بهشاشة الكوكب؟
ج: نعم، بطبيعة الحال إن رؤية الأرض من نافذة المقصورة تدفعك إلى التفكّر. لكن يكفي أن نراها هكذا لمرّة واحدة ويكفينا أن نمضي يومين فقط في الفضاء لإدراك حقيقة الوضع وهشاشة الغلاف الجوي، هذه الفقاعة التي تحمينا من عيش مستحيل في الفضاء الخارجي، هذه الواحة المذهلة... هي تجربة تترك فيك أثرا لمدى الحياة.
وعندما نعاين التغييرات على المدى الطويل، إذ لا بدّ أحيانا من خمس سنوات لتتجلّى هذه التطوّرات بوضوح، ما عسانا سوى أن نشعر بأننا معنيون، لذا قرّرتُ تعزيز التزامي بالدفاع عن البيئة من خلال تولّي منصب سفير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) لحماية الكوكب والذود عن كلّ القضايا ذات الصلة.
س: ما هو أكثر ما يثير قلقك على المدى القصير؟ وما هي التدابير الطارئة لجبه احترار المناخ؟
ج: ما أخشاه بدرجة كبيرة هو عدم التوصّل إلى اتفاق على الصعيد الدولي وتغليب المصالح الاقتصادية على الاعتبارات البيئية. وهو تفكير محدود النطاق، إذ إن أرباح الشركات مهدّدة مباشرة على المدى الطويل بفعل التغير المناخي. وعندما نرى أن الحاجز المرجاني الكبير لم يوضع على قائمة المواقع المهدّدة (لليونسكو) بسبب ضغوط الحكومة الأسترالية، يتبيّن لنا أن الأولويات ليست في محلّها وأن الوضع مقلق.
وأوّل ما ينبغي القيام به هو الاستماع إلى الخبراء الذين يعكفون طيلة حياتهم على تقديم أجوبة، وذلك على الصعيد المحلي والقطري والإقليمي والعالمي. ولا بدّ من تطبيق توصياتهم.
وأهمّ ما ينبغي فعله هو الانعتاق من التبعية الكاملة على الكربون. ولا بدّ من إيلاء الأولوية للطاقة المتجدّدة أو المنزوعة الكربون... وينبغي أيضا اعتماد تدابير ملزمة، بما في ذلك التزامات دولية تتعهّد الدول الإيفاء بها. وهذا هو الغرض تحديدا من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك