الحرب الإلكترونية.. لماذا لم تشن روسيا هجمات سيبرانية كبرى منذ بدء غزو أوكرانيا؟

في عام 2015، اخترق قراصنة الحكومة الروسية شبكة الكهرباء الأوكرانية ما أدى إلى انقطاع واسع حينها. وبعد ذلك بعامين، نشرت روسيا البرنامج الخبيث NotPetya عبر برنامج المحاسبة الأوكراني قبل أن ينتشر إلى كافة دول العالم وكلف الشركات الكبرى مليارات الدولارات.

الهجمات السيبرانية
الهجمات السيبرانية © فليكر (Christiaan Colen)
إعلان

تاريخ حافل أثبت مرات كثيرة مدى تقدم وتطور قدرات موسكو الإلكترونية، لكن ما هو سبب عدم شن روسيا لهجمات سيبرانية كبرى على المواقع الأوكرانية على الرغم من قدرتها على فعل ذلك؟

مع تصاعد التوترات بين كييف وموسكو، توقع العديد من الناس أن يتزامن الصراع العسكري مع هجمات سيبرانية واسعة النطاق، حتى أن وزارة الأمن الأمريكية أصدرت تحذيرا للشركات لتكون في حالة تأهب قصوى لصد هذا النوع من الهجمات.

وإذا أرادت روسيا غزو أوكرانيا أو وضع "حكومة دمية" بدلا من الحكومة الحالية، فقد ترغب في استعادة بيانات الكمبيوتر القيمة من الوزارات أو الشركات أو الجيش، بما في ذلك ما تسميه لخطة "نزع النازية" و"التطهير من الخونة".

ولا يمكن القول إنه لم يحدث أي هجوم إلكتروني من قبل، فعلى سبيل المثيل، اقتصرت معظم الهجمات السيبرانية الموجهة إلى أوكرانيا في الشهر الماضي على "رفض الخدمة" حيث يقوم المتسللون باختراق مواقع الويب الحكومية الأوكرانية والخوادم عبر الإنترنت، وهو ما تم منعه من خلال قطع الاتصال لبعض الوقت.

يمكن أن تكون هجمات رفض الخدمة فعالة في حالات الاضطرابات قصيرة المدى ولكنها ليست قدرة إلكترونية جديدة أو تتطلب قدرات تقنية متطورة. ويذكر أن موسكو استخدمتها لاستهداف إستونيا منذ أكثر من عقد في عام 2007.

كما قامت روسيا باستخدام برامج المسح الضارة لحذف البيانات التي تحتفظ بها الوكالات الحكومية الأوكرانية، وهو ما اكتشفته شركة ميكروسوفت في الأسابيع الأخيرة وشاركت تلك المعلومات مع الحكومة الأمريكية ودول أخرى معنية بالهجمات الإلكترونية الروسية وتعمل على تكثيف الدفاعات الإلكترونية قدر الإمكان.

ويرى مراقبون أن المتسللين الروس لم يعودوا يلعبون دورا مركزيا في العمليات العسكرية للبلاد أو لأن الحكومة الروسية لم تعد قادرة على جذب هذه المواهب والاحتفاظ بها. فيما ذهب آخرون إلى التفكير في أن موسكو قررت ببساطة أن الهجمات الروسية، لى الرغم من الأضرار التي يمكن أن تحدثها، ليست وسيلة فعالة لتحقيق أهم أهدافها في أوكرانيا.

ومن جهته، قال مايكل دانيال، المنسق السابق للأمن السيبراني في البيت الأبيض: "لم تلعب دورا كبيرا كما يعتقد البعض، وبالتأكيد لم يتم رؤيته خارج أوكرانيا إلى الحد الذي كان يخشى الناس.. لكن لا يزال من الممكن أن يتغير ذلك".

وفي الأخير، حتى لو لم يكن لدى روسيا أسلحة إلكترونية متطورة بشكل خاص يمكن الاعتماد عليها في الوقت الحالي، فإن هذا لا يعني أنها لن تستمر في تطوير بعض الأسلحة الجديدة في المستقبل.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية