صواريخ "جافلين" المضادة للدبابات: أحد أسرار المقاومة الأوكرانية الشرسة

على الرغم من امتلاكها جيشاً أصغر حجماً وأضعف تسليحاً وتدريباً، إلا أن القوات الأوكرانية أظهرت شراسة غير متوقعة في ردها على الغزو الروسي. بالإضافة إلى شجاعة الجنود الأوكرانيين وروحهم القتالية، فإن العدد الكبير من صواريخ "جافلين" التي قدمتها الدول الغربية قد ساعدهم في تغيير موازين القوى.

صاروخ جافلين الأمريكي المضاد للدبابات
صاروخ جافلين الأمريكي المضاد للدبابات © أ ف ب
إعلان

يبلغ طول الصاروخ المضاد للدبابات 1.2 متر ويمكن نقله وإطلاقه بواسطة جندي واحد. ولهذا الصاروخ الذي صنعته شركتا "رايتون" و"لوكهيد مارتن" الأمريكيتين قوة نارية كافية لاختراق دروع الدبابات من مسافة 2.5 كم.

جعلت هذه المميزات من "جافلين" أحد أفضل مضادات الدبابات في المناطق الحضرية حيث يمكن للجندي الاقتراب من الهدف والتصويب عليه من مسافة قريبة. ويقدر خبراء في التسليح أن "جافلين" سيكون حاسماً كذلك في صد القافلة العسكرية الروسية الهائلة التي تتحرك في طريقها نحو كييف.

في كانون الثاني/يناير 2022، سلمت الولايات المتحدة ما قيمته 200 مليون دولار من الأسلحة إلى أوكرانيا بينها خاصة 300 صاروخ "جافلين" كما وافقت واشنطن على مساعدات عسكرية إضافية بعد الغزو الروسي.

خلال فترة الرئيس باراك أوباما، لم تزود الولايات المتحدة أوكرانيا بهذا النوع من الصواريخ عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014، وهو ما فعلته إدارة دونالد ترامب فيما بعد.

تواجه أوكرانيا خصماً أكبر بكثير من حيث الموارد الاقتصادية والعسكرية. فقد بلغ الإنفاق الدفاعي الروسي 61.7 مليار دولار في عام 2020 مما يضعها في المرتبة الرابعة على مستوى العالم. أما أوكرانيا فلم تنفق أكثر من 5.9 مليار دولار على الدفاع في العام نفسه.

يمكن للجيش الروسي حشد 900 ألف فرد في الخدمة الفعلية ضد الجيش الأوكراني البالغ قوامه 196 ألفاً كما تمتلك روسيا 15 ألف مركبة عسكرية مدرعة بما في ذلك الدبابات، أي خمسة أضعاف ما تملكه أوكرانيا.

غير أن فعالية الأسلحة الخفيفة المتقدمة وقدرتها على إلحاق أضرار بالغة بمعدات العدو هي لعبة أوكرانيا وداعميها الغربيين.

قررت ألمانيا، من بين دول أخرى، تقديم صواريخ ستينغر أرض جو وصواريخ مضادة للدبابات كما يُعتقد أن بريطانيا قدمت أنظمة NLAW الصاروخية المحمولة المضادة للدبابات، وهو الجيل التالي من أنظمة الصواريخ المضادة للدبابات التي تم تطويرها بالاشتراك مع السويد.

تستعد بولندا من جهتها لتقديم نظام صواريخ دفاع جوي محمول محلي الصنع يسمى "غروم" وأرسلت كل من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا صواريخ محمولة إلى أوكرانيا.

اختارت أوكرانيا على ما يبدو تبني استراتيجية حرب غير متكافئة تنطوي على تكتيكات غير تقليدية بسبب التفوق العددي الروسي، ونتيجة فقد تورطت روسيا في حرب كان من المتوقع أن تنتهي في غضون أيام قليلة.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية