سكان بلدة أوكرانية يقولون إن الجنود الروس استخدموهم "دروعا"
يقول أبناء من بلدة أوبوخوفيتشي الأوكرانية إن القوات الروسية اتخذت مواقع محصنة حول منازلهم واستخدمتهم "كدروع" لإفشال الهجمات المضادة التي تشنها قوات كييف.
نشرت في:
على أحد طرق هذه المنطقة الريفية التي كان يسكنها 1500 شخص قبل الحرب، شاهدت وكالة فرانس برس الخميس خمسة خنادق محفورة بين منازل وشوارع، وفي حدائق مقابل عقارات سكنية.
وكانت كلها تحمل آثار عجلات أو جنازير دبابات وتتنثر فوقها حصص من الطعام وملابس عسكرية متروكة وعبوات سجائر روسية وبيلاروسية.
وروى سكان محليون في البلدة الواقعة على مسافة 70 كيلومترا شمال غرب كييف أن تلك الحفر استخدمت لمجموعة متنوعة من مركبات الجيش الروسي من منتصف آذار/مارس حتى انسحابه نهاية الشهر كما أحيطت المنازل في الشارع بالخنادق والمخيمات شبه الدائمة. وقالت يوليا بيانكوفا البالغة 35 عاما "حفروا الخنادق من أجل وضع المركبات فيها واستخدمونا كدروع".
وكتب على الجدار المحيط بأرضها بطلاء أبيض كلمة "أطفال" باللغة الروسية، وهي أم لخمسة أحدهم معوّق. وأضافت "من المؤسف أنهم لم يذهبوا إلى ميادين القتال، بل جاؤوا إلى حيث كانوا يعرفون أن هناك الكثير من الناس".
وتابعت "إنه شارع مركزي، تجولوا فيه وتفقدوا من كان هنا. أخرجونا من القبو، وعدّونا، ثم بدأوا الحفر في اليوم التالي".
- جرائم حرب -
إن استخدام دروع بشرية محظور بموجب اتفاقات جنيف المعنية بحماية حقوق الإنسان الأساسية في اوقات الحرب.
وينص بروتوكول الاتفاقات الذي ألحق بها عام 1977 على أنه "لا يجوز استخدام المدنيين لجعل نقاط أو مناطق معينة في مأمن من العمليات العسكرية، خصوصا خلال محاولات حماية الأهداف العسكرية من الهجمات".
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير، وردت مزاعم عدة تتهم الجيش الروسي وقادته والرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه، بارتكاب جرائم حرب.
وقالت الأمم المتحدة إن الهجمات الروسية الواسعة النطاق والعشوائية تشكل مصدر "قلق كبير".
واشتد الضغط على بوتين بعد العثور على عشرات الجثث بملابس مدنية في بلدة بوتشا قرب كييف بعد انسحاب القوات الروسية منها.
ونفى الكرملين أي دور له في عمليات القتل وقال إن صور الجثث "مفبركة". لكن الأدلة التي تشير على ما يبدو إلى وقوع فظائع تتراكم مع دخول السلطات الأوكرانية المدن والبلدات التي احتلها الجيش الروسي قبل انسحابه لإعادة تعزيز صفوفه استعدادا لشن هجوم في الشرق.
- محاط بالعدو -
قال السكان إن دبابات وعربات اتصالات وناقلات جنود مصفحة كانت متوقفة في هذه الخنادق العميقة. من جانبها، قالت زينيا بابنكو البالغة 75 عاما "نعتقد أنهم كانوا يحاولون حماية أنفسهم من خلال وضع المركبات بين المنازل. كانوا يعلمون أن مقاتلينا لن يقصفوا المباني السكنية". وأضافت "كانوا يستخدمون الناس دروعا".
تحمل المنازل في البلدة علامات القصف المدفعي. نوافد محطمة وجدران مليئة بالثقوب ومبان شوّهتها الانفجارات. على الطريق المؤدي إلى البلدة، يمكن رؤية قافلة مؤلفة من أربع شاحنات مدمرة ودبابة معطلة. قرب حديقة عامة، يمكن كذلك رؤية شاحنة مدمرة أخرى قرب أماكن نوم مستحدثة حفرت في الأرض.
وقالت ميكولا فاريلدزان البالغة 62 عاما "تمركزوا في كل أنحاء القرية" مضيفة "كانوا يعرفون أن هناك أطفالا هنا، لأنهم عندما جاؤوا تفحصوا المنازل واطلعوا على الوثائق".
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك