ما هي حقيقة الجهاديين الذي يحاربون روسيا في أوكرانيا؟
استغرب البعض دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقوات شيشانية للقتال إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا، واعتبر بعض المحللين الغربيين أن السبب يكمن في أنهم مقاتلون أشداء يتقنون حرب الشوارع، وسيتم الاستعانة بهم عند محاولات احتلال مدن أوكرانية.
نشرت في:
العلاقة بين الشيشانيين والأوكرانيين قديمة وتتجاوز هذه الاعتبارات، وكان مقطع فيديو تم نشره على موقع مقرب من الجيش الأوكراني قد أثار الكثير من التساؤلات، إذ يظهر فيه، مقاتلون شيشانيون يحملون صواريخ "آر بي جي" على أكتافهم، ويصرخون بهتافات الكبير قبل أن يطلقوها تجاه القوات الروسية في أوكرانيا.
فيديو لجهاديين يقاتلون الجيش الروسي في أوكرانيا
На відео ймовірно працює батальон ім.Шейха Мансура.
— Armed Forces 🇺🇦 (@ArmedForcesUkr) March 22, 2022
Бої ідуть поблизу Бучі та Гостомеля pic.twitter.com/k0Vkhuejfo
كتائب شيشانية في أوكرانيا
ظهر المقاتلون الشيشانيون إلى جانب الأوكرانيين وضد الروس عام 2015 في إطار 3 كتائب مسلمة تم تشكيلها في إطار "كتائب المتطوعون الأوكرانية" لمواجهة الحركات الانفصالية الأوكرانية ومواجهة الغزو الروسي الذي انتهت باحتلال جزيرة القرم وانفصال إقليمي دونيتسك ولوغانسك، ومعظم هؤلاء المقاتلين كانوا قد فروا من الشيشان بعد سقوط جمهورية إشكيريا الشيشانية عام 2009، بعد أن خاضوا معارك ضارية مع الروس على مدى سنوات عدة.
- كتيبة الشيخ منصور، هي واحدة من هذه الكتائب الشيشانية واختارت هذا الاسم لأن صاحبه يعتبر بطلا أسطوريا للشيشانيين بعد أن قاد المقاومة الشيشانية في القرن الثامن عشر ضد حملة الإمبراطورة الروسية "كاثرين العظمى" للتوسع في منطقة القوقاز، وتتألف هذه الكتيبة من عدة مئات من المقاتلين.
- كتيبة دودايف، التي تحمل اسم جوهر دودايف أول رئيس للشيشان بعد انفصالها - مؤقتا - عن روسيا، ,اسسها القائد العسكري الشيشاني عيسى موناييف عام 2015.
كما تقاتل إلى جانب القوات الأوكرانية كتائب مسلمة أخرى مثل "كتيبة تتار القرم"، كتيبة نعمان جيلبيتشان التترية.
مسلم تشيبرلوف قائد كتيبة الشيخ منصور، كان قد أعلن لوسائل إعلام أمريكية أن كتيبته تقاتل منذ 2015 إلى جانب حركات اليمين المتطرف الأوكرانية مثل "القطاع الأيمن" والذي تعتبر كتيبة "آزوف" أحد مكوناته، وهي الكتيبة التي صممت على البقاء في ماريوبول رافضة الإنذار الروسي بوضع السلاح ومغادرة المدينة.
وتثير كتيبة "آزوف" الكثير من الجدل، فهي تشكلت في ماريوبول عام 2014 لمواجهة الغزو الروسي وأصبحت تابعة للحرس الوطني الأوكراني، ولكنها تتألف من عناصر من اليمين المتطرف والنازيين الجدد، وكان وجودها هو إحدى حجج روسيا لغزو أوكرانيا.
ويؤكد قادة هذه الكتائب أن أحد الأسباب لقتالهم في أوكرانيا هي تسديد دين، ذلك إن مقاتلين أوكرانيين بقيادة أولكسندر موزيشكو المسؤول الأكبر عن "القطاع الأيمن" كانوا قد قاتلوا في الشيشان إلى جانبهم ضد الجيش الروسي.
وزارة الخارجية الأمريكية وصفت حزب الفيلق الوطني، عام 2018، بأنه "مجموعة تبث الكراهية القومية" وبحث الكونغرس الأمريكي، في العام التالي، تصنيف كتيبة "آزوف" منظمة إرهابية، ولكن المسؤولين الأوكرانيين كانوا ينبروا دوما للدفاع عن هذه المجموعات باعتبار أنها تلعب دورا حيويا في مقاومة الروس.
وماذا عن تنظيم الدولة الإسلامية؟
عندما سقط تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا عام 2017، كان السؤال الكبير يتعلق باختفاء أغلبية مقاتليه والذين كان يقدر ببضع عشرات من الآلاف؟
ويبدو أن أغلبهم فر إلى دول مجاورة مثل تركيا وإلى دول أوروبية مختلفة، ويشير المراقبون - في هذا الشأن - إلى أن أوكرانيا كانت تشكل وجهة مثالية، نظرا لضعف الحكومة وأجهزة الأمن والجيش وانتشار الفساد الذي يسمح بتسهيل الإقامة لأشخاص لا ترغب أي دولة في العالم في إقامتهم لديها.
لم تظهر بعد أدلة واضحة ومحددة عن وجود مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية في أوكرانيا، ولكن هذا البلد، في ظل الظروف الحالية، يشكل، بالتأكيد، عامل جذب للتنظيم، نظرا لسهولة التواجد والقرب من أوروبا وإمكانيات التسلح وإعادة بناء قوة عسكرية.
وما أثار تساؤلات أخرى، هو إعلان السلطات الأوكرانية عن وجود أكثر من 20 ألف متطوع أجنبي، بعد أيام معدودة، من دعوة كييف لتطوع الأجانب لقتال الروس والدفاع عن أوكرانيا، وعندئذ، تساءل البعض كيف أمكن في بضعة أيام توفير هذا العدد ومن أين جاء هؤلاء المقاتلين؟
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك