لماذا لم يُسمح للدبابات الفرنسية بالمرور عبر الطرق الألمانية إلى رومانيا على عكس الدبابات الأمريكية؟

ليطرح السؤال عن كيفية إرسال قوافل  متعددة من الدبابات التي تطالب بها أوكرانيا ، في ظل رفض ألمانيا عبور دبابات لوكلير الفرنسية أراضيها ؟

في هذا السياق، تحدثت صحيفة لوموند في مقال عن نشر جزء من الجيش الفرنسي على الجناح الشرقي لأوروبا، في إطار حلف شمال الأطلسي في أواخر العام المنصرم في سينكو برومانيا، عن المشكلات التي واجهتها القوات الفرنسية، وهيئة الأركان العامة، لنقل المعدات الثقيلة في الموقع وتحدث المقال – بصورة خاصة - عن "عدم التجانس في قواعد عبور الحدود الأوروبية للمعدات العسكرية" الثقيلة.

ووفقًا للمعلومات الواردة، فإن نقل دبابات لوكلير خاصة، والتي وعد بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 13 أكتوبر / تشرين الأول المنصرم، كان قد تعرقل بسبب "الرفض القاطع للعبور البري من جانب ألمانيا في ظل قيود الحمولة التي تنطبق حتى على الجيش الألماني، تقول برلين ، إذ يجب أن تغادر الدبابات الأراضي الألمانية ببطء عبر القطار وفقًا للصحيفة.  

وتساءل عدد من الخبراء العسكريين الأوروبيين حول هذا الموقف الألماني، واستغربوا من عدم سماح نقل الدبابات الفرنسية خاصة على الطرق الألمانية، بينما يمكن نقل الدبابات الأمريكية والبريطانية عبرها؟

في واقع الأمر، غادرت القافلة المكونة من 13 دبابة الفرنسية لوكلير إلى رومانيا في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام المنصرم، رغم كل العراقيل، لإثبات مدى قدرة فرنسا على الانتشار السريع في المنطقة في إطار حلف شمال الأطلسي. ولمواجهة الفيتو الألماني قرر الجيش الفرنسي اختيار السكك الحديدية لنقل حمولة الدبابات الفرنسية في اتجاه رومانيا.

رواية برلين وتحدي التسليم 

ووفقًا للرواية الألمانية، فإن القافلة الفرنسية ثقيلة جدا، إذ يبلغ الحد الأقصى للحمولة عبر نهر الراين 12 طنا لكل محور، كما قالت السفارة الألمانية في باريس، وأوضحت أن ناقلات الدبابات الفرنسية تجاوزت الحمولة المسموح بها للمرور على الطرقات الألمانية الهشة.

لكن مع احتدام التصعيد العسكري، وإعلان روسيا أنها تعد العدة لشن عملية عسكرية برية مع بداية الربيع المقبل في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، تسابق كييف الزمن للحصول على الدبابات الغربية. وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه الغربيين بتزويد بلاده بدبّابات ثقيلة، مشدداً على أنّ "المفتاح" لصد القوات الروسية يكمن في "السرعة والكمية" التي ستحصل بها بلاده على هذه الدبّابات الثقيلة.

ليبقى تسليم الدبابات الغربية الموعودة في أسرع وقت لأوكرانيا، وكيفية إرسالها الى كييف، تحديًا لوجستيًا حقيقيا يواجه القيادة العسكرية البرية للدول الغربية.