رغم أجواء الإحباط التي تعيشها بريطانيا.. سوناك يدافع عن "بريكست"
نشرت في:
دافع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الاثنين 30/01 عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مشددا على أن اتفاق "بريكست" حمل معه انجازات مهمة ووفر فرصا هائلة بعد ثلاث سنوات من دخوله حيز التنفيذ.
وقال سوناك في بيان لمناسبة مرور ثلاث سنوات على خروج البلاد رسميا من الاتحاد الأوروبي "في السنوات الثلاث التي انقضت منذ الخروج من الاتحاد الأوروبي، قطعنا خطوات كبيرة في تنظيم الحريات التي أطلقها بريكست من أجل مواجهة تحديات الأجيال".
واعتبر أن بريكست شكّل "فرصة هائلة" لتحقيق أولوياته المتعلقة بالنمو والتوظيف.
يذكر أن صندوق النقد الدولي أضاف خبرا جديدا لسلسلة الأخبار السيئة حيال بريطانيا معلنًا وفقا لآخر توقعاته أن البلاد ستكون هذا العام الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي سيعاني من ركود مع انكماش اقتصاده بنسبة 0,6%. حتى روسيا التي هي في حالة حرب وتخضع لعقوبات ستسجل نموا.
وأضاف رئيس الوزراء الذي يحتفل أيضا هذا الأسبوع بمرور 100 يوم على توليه منصبه أن بلاده "شقت طريقها كدولة مستقلة تتمتع بالثقة" و"هذا الزخم لم يتباطأ".
وأشار الى أن هذا يشمل إطلاق أسرع حملة تلقيح في أوروبا وتوقيع اتفاقات تجارية مع 70 دولة و"استعادة السيطرة على حدودنا".
وجاء البيان في الوقت الذي يواجه سوناك العديد من التحديات، مع تنظيم سلسلة إضرابات احتجاجا على عدم زيادة الأجور بما يتناسب مع التضخم المرتفع والأزمة المعيشية التي تعصف بالملايين.
ولم يتطرق سوناك إلى المشكلات في إيرلندا الشمالية المرتبطة باتفاق التجارة ما بعد بريكست هناك الذي أدى إلى أشهر من المفاوضات بين لندن وبروكسل.
وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة "يو غوف" الأسبوع الماضي أن 63 في المئة من البريطانيين يعتقدون أن الحكومة تتعامل مع قضية بريكست بشكل سيّئ.
وفي البيان الذي يعج بالمصطلحات، قال سوناك إنه تم إحراز تقدم في "مجموعة من مجالات النمو الرئيسية".
ولفت إلى الإصلاحات الاقتصادية بما في ذلك فتح موانئ حرة خارج نطاق الضرائب والجمارك العادية، فضلا عن الإصلاحات التنظيمية للقطاع المالي.
كما ضمّن سوناك بيانه مشروع قانون سيعرض على البرلمان لإلغاء بشكل آلي كل قوانين الاتحاد الأوروبي التي لا يزال معمولا بها، إضافة الى نظام جديد لدعم الأعمال التجارية بعيدا عن "بيروقراطية الاتحاد الأوروبي غير الضرورية".
وأضاف سوناك أن بلاده لا تزال تضغط من أجل الانضمام إلى برنامج "هورايزون يوروب" لتبادل الأبحاث العلمية في الاتحاد الأوروبي، لكنها مع ذلك "تعمل بجهد لتطوير بديل محلي".
واشتكت بريطانيا من استبعادها من هذا البرنامج الرئيسي الذي يمول الأبحاث النووية ومجموعة "كوبرنيكوس" للأقمار الاصطناعية، معتبرة ذلك خرقا لاتفاق بريكست.
ومنذ أشهر تسجل المملكة المتحدة تضخما تجاوز 10% وتحركات اجتماعية. والأربعاء ستنظم إضرابات غير مسبوقة منذ 10 سنوات خصوصا في التعليم والنقل العام.
تعاقب ثلاثة رؤساء وزراء على داوننغ ستريت العام الماضي، وايرلندا الشمالية مشلولة سياسيا بينما تحاول لندن إقناع بروكسل بإعادة النظر في وضع الإقليم بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. رغم الوعود بمراقبة الحدود والخطط المتتالية لمكافحة الهجرة، فإن عمليات العبور غير الشرعية للقناة تزداد باستمرار، بعد أن تجاوزت 45 الف مهاجر العام الماضي.
تبدو وعود مؤيدي بريكست باستعادة الحرية بعيدة، وباتت الآن مرحلة "بريغريت" (الندم على بريكست): الرأي العام المنقسم منذ فترة طويلة، يميل اليوم الى معارضة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفقا لاستطلاع أجراه معهد ايبسوس الاثنين يعتقد 45% من البريطانيين أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يسير كما كان متوقعا - مقابل 28% فقط في حزيران/يونيو 2021. فيما يرى 9% فقط عكس ذلك.
ولم يتم التخطيط لاحتفال رسمي بمناسبة هذه الذكرى السنوية. في المقابل، في اسكتلندا حيث يندد الانفصاليون في السلطة بـ "كارثة"، يتم التخطيط لمسيرة مؤيدة لأوروبا.
في 31 كانون الثاني/يناير 2020 أنهت المملكة المتحدة عضوية استمرت في الاتحاد الاوروبي 47 عاما، وبعد فوز بوريس جونسون الساحق في الانتخابات اسدل الستار على أربع سنوات من الانقسامات السياسية التي أعقبت صدمة استفتاء عام 2016.
ثم بدأت فترة انتقالية من تسعة أشهر، مع التوصل في اللحظة الاخيرة لاتفاقية تجارة حرة وصفها بوريس جونسون بهدية عيد الميلاد.
بعد ثلاث سنوات، الأضرار الاقتصادية موجودة حتى لو أدت جائحة كوفيد والحرب في أوكرانيا إلى تفاقم الوضع إلى حد كبير.
وفقا للهيئة العامة لتوقعات الموزانة فإن بريكست سيقلل من حجم الاقتصاد البريطاني بنحو 4% على الأجل البعيد.
نأت المملكة المتحدة بنفسها عن شريكها الاقتصادي الرئيسي، الذي تستورد منه جزءا كبيرا من الأغذية التي تستهلكها. وتفاقم النقص في اليد العاملة بسبب صعوبة استقدام عمال أوروبيين.
ومع ذلك لا مجال للعودة إلى الوراء حتى بالنسبة للمعارضة العمالية التي تتقدم بشكل كبير في استطلاعات الرأي بعد أقل من عامين من الانتخابات التشريعية المقبلة.
قال زعيم حزب العمال كير ستارمر الحريص على التخلص من ماضيه المناهض لبريكست، إن برنامجه لا يدعو إلى العودة إلى الاتحاد الأوروبي بعد ان تمت تسوية القضية، لكنه يريد تحسين العلاقات مع بروكسل.
ولا يزال ملف إيرلندا الشمالية يسمم العلاقات مع بروكسل. تحاول لندن تصحيح الوضع بعد بريكست وإنهاء المأزق السياسي الذي يعيق الاستعدادات للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لاتفاق السلام مع ايرلندا الشمالية. وكان الاتفاق انهى في نيسان/أبريل 1998 ثلاثة عقود من النزاع.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك