أفول نجم بيني جانتس بعد أن كان أبرز منافسي نتنياهو

اكتشف بيني جانتس الجنرال السابق الذي كاد أن يقضي على هيمنة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المستمرة منذ فترة طويلة على المسرح السياسي الإسرائيلي أن نجمه بدأ يخبو بسرعة مع بزوغ نجم منافس جديد من اليمين في الانتخابات المقررة في مارس آذار.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و رئيس حزب أزرق أبيض بيني جانتس
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و رئيس حزب أزرق أبيض بيني جانتس / رويترز
إعلان

وفي الوقت الذي أصبح فيه حزب أزرق أبيض الوسطي الذي يتزعمه جانتس على شفا الانهيار، قال جانتس إنه سيواصل مسيرته لإنهاء حكم نتنياهو المستمر منذ أكثر من عشر سنوات.

إلا أنه مع تصاعد الغضب من أسلوب نتنياهو في التصدي لأزمة فيروس كورونا من مختلف ألوان الطيف السياسي، أصبح الخطر الرئيسي على رئيس الوزراء يتمثل في جدعون ساعر الذي انشق على حزب ليكود اليميني بزعامة نتنياهو.

وكان ساعر اتهم نتنياهو، الذي وجه له الادعاء اتهامات جنائية بالفساد، بتقديم مصلحته على مصلحة الدولة. ورفض نتنياهو هذا الاتهام كما نفى ارتكاب أي جرائم.

وتنبأ استطلاع للرأي أجرته القناة التلفزيونية الثانية عشرة بانخفاض عدد مقاعد ليكود إلى 28 مقعدا في البرلمان المكون من 120 مقعدا بما لا يمكن نتنياهو من الحصول على أغلبية يستند إليها، وانخفاض مقاعد حزب أزرق أبيض إلى خمسة وفوز حزب الأمل الجديد الذي شكله ساعر بعدد 19 مقعدا في الانتخابات يوم 23 مارس آذار.

وحتى شهر مايو أيار كان جانتس هو الأمل الكبير ليسار الوسط في إسرائيل والذي حاول إسقاط نتنياهو في ثلاثة انتخابات منذ 2019 تساوى فيها حزب أزرق أبيض مع حزب ليكود بحصول كل منهما على نحو 35 مقعدا.

غير أن عددا من الحلفاء السياسيين تنكروا في الأسبوع الأخير لحزب أزرق أبيض الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أن شعبيته أصبحت تتأرجح حول النسبة اللازمة لدخول البرلمان.

وكتب أنشيل فيفر المحلل السياسي بصحيفة هاآرتس الليبرالية يقول "السباق على الخروج من أزرق أبيض بلغ حد التدافع".

وأضاف "أحزاب الوسط في إسرائيل عادة ما تكون قصيرة العمر غير أن هذه نهاية سياسية ذات أبعاد ملحمية".

 

* "انتحار سياسي"

قال جانتس في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء إنه سيظل في قيادة الحزب

ويسقط نتنياهو.

وأضاف "ذكر لي كثيرون عبارة ’الانتحار السياسي’ لكني لم أهتم

آنذاك ولا أهتم الآن ... لا أري سوى دولة إسرائيل".

وتناقض تصريح جانتس تناقضا شديدا مع الضجة التي أثارها في

حملات الدعاية السابقة إذ أدلى به وهو يقف وحيدا على المنصة رافضا

بغضب انتقادات المنتقدين وذلك بعد ساعات من تخلي أحد كبار الأعضاء

في الحزب عنه.

وكان جانتس (61 عاما) جديدا على المسرح السياسي وكان تعهده

الرئيسي في الانتخابات السابقة أن يشكل حكومة دون نتنياهو.

وخرج حزبا ليكود وأزرق أبيض أكبر حزبين في الانتخابات. لكن لم

يستطع جانتس ولا نتنياهو تحقيق أغلبية كافية لتشكيل الحكومة. ومع

اشتداد أزمة فيروس كورونا نكث جانتس بوعده في الانتخابات وانضم إلى

حكومة وحدة وطنية استثنائية برئاسة نتنياهو وتولى وزارة الدفاع.

واستعدى جانتس الناخبين وأغضب الحلفاء بإبرامه اتفاقا لاقتسام

السلطة كان من المقرر أن يتولى فيه رئاسة الوزراء من نتنياهو في

نوفمبر تشرين الثاني 2021 وهو اتفاق تشكك محللون سياسيون كثيرون في

بقائه.

وكانت تلك خطوة باهظة الثمن. فقد انقسم حزب جانتس على نفسه

وهجره نصف أعضائه تقريبا بينما انخفضت شعبية جانتس في استطلاعات

الرأي بشدة.

وفي الأسبوع الماضي انهارت الحكومة التي تشكلت في مايو أيار

الماضي وهو ما كان سببا في الانتخابات المبكرة التي ستجرى في مارس

آذار المقبل.

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية