تداعيات تشكيل حكومة "ائتلاف التغيير" في إسرائيل على نتانياهو وعلاقتها بعملية السلام مع الفلسطينيين
نشرت في:
تتجه إسرائيل إلى تشكيل حكومة "ائتلاف التغيير" تنهي حقبة حكم بنيامين نتانياهو الأطول في تاريخ البلاد. وقد يتمكن زعيم المعارضة الوسطي يائير لبيد من تشكيل حكومة جديدة مؤلفة من أحزاب ذات ايديولوجيات متباينة، ما يمثل نهاية حقبة رئيس الوزراء نتانياهو الذي شغل المنصب لأكثر من عقد من الزمن.
ولكن ما هي الأحزاب التي ستشكل هذه الحكومة؟ وهل يمكن لها تخطي خلافاتها الايديولوجية والعمل معا لفترة طويلة؟ وما التأثير الذي سيكون للحكومة الجديدة على العلاقات مع الفلسطينيين؟
هل سيتشكل "ائتلاف التغيير"؟
يملك الوسطي لبيد مهلة حتى الساعة 23:59 مساء الأربعاء 2 يونيو 2021 لجمع تأييد 61 نائبا في البرلمان لتشكيل حكومة.
كُليف لبيد في بداية أيار/مايو الماضي تشكيل حكومة بعد فشل نتانياهو في هذه المهمة.
وحاز على تأييد 57 نائبا من أصل 120، بينهم حلفاؤه التقليديون من أحزاب الوسط واليسار (51 مقعدا). بينما حصل أيضا الاحد على دعم حزب "يمينا" اليميني المتطرف بزعامة نفتالي بينيت.
ويحتاج لبيد إلى أربعة نواب إضافيين من أجل تشكيل حكومة، وسيضطر على الأغلب إلى اللجوء للاحزاب العربية الإسرائيلية التي لم يتضح موقفها حتى الآن.
ما هي الأحزاب التي ستشكل هذا الائتلاف؟
بالإضافة إلى حزبه، يحظى لبيد بدعم اليسار (حزب العمل وميرتس) وتأييد من حزب "ازرق أبيض" الوسطي برئاسة الجنرال السابق بيني غانتس، والذي كان جزءا منه في السابق.
وحصل لبيد أيضا على دعم من أحزاب اليمين، من حزب "اسرائيل بيتنا" للقومي اليمني افيغدور ليبرمان، وحزب "أمل جديد" الذي يتزعمه جدعون ساعر الذي انشق عن الليكود بزعامة نتانياهو.
ويوم الأحد 30 مايو 2021، حصل لبيد على دعم اليمين المتطرف بقيادة بينيت.
هل سيصمد هذا الائتلاف؟
توجد اختلافات عميقة بين الأحزاب التي ستشكل هذا الائتلاف مثل الموقف من إقامة دولة فلسطينية وموقع الدين في الدولة، بالإضافة إلى قيمها التي تتراوح من الليبرالية إلى الاشتراكية.
ولكنها تبدو موحدة في رغبتها الإطاحة بنتانياهو.
ويشرح جوناثن راينهولد استاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان قرب تل ابيب أن الاحزاب تتشارك "اعتقادا صادقا بأن نتانياهو يشكل خطرا على البلاد، وبأنه لا يجب أن يواصل شغل منصب رئيس الوزراء بعد الآن لأنه قام بوضع مصالحه الشخصية فوق مصالح الدولة".
ومن أجل تجنب انهيار الحكومة، يتوجب عليها العمل في البداية "من أجل برنامج توافقي"، يتعلق بإنعاش النمو الاقتصادي بعد جائحة كوفيد-19 والشؤون الصحية والاجتماعية وتلك المتعلقة بالتعليم والنقل، بحسب راينهولد.
ويوضح أن التحديات ستظهر "عند وقوع أحداث تزعج قاعدة" كل حزب، في إشارة مثلا إلى الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويدعو اليسار الإسرائيلي إلى إقامة دولة فلسطينية بينما يرغب اليمين بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة ويطالب أيضا بضم أجزاء منها.
ويقول دنيس شاربيت، استاذ العلوم السياسية إن الرابط الوحيد بين هذه "التقاربات غير المحتملة" هو منع نتانياهو "من العودة حال توليه رئاسة المعارضة".
هل يمكنها إعادة إطلاق عملية السلام مع الفلسطينيين؟
المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية معلقة منذ 2014، بعدما تعثرت حول قضايا عدة بينها وضع القدس الشرقية والاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
ويرى راينهولد أن "ائتلاف التغيير" لن ينخرط أبدا في إعادة إطلاق عملية السلام بسبب الخلافات بين الأحزاب حول الموضوع.
وبحسب راينهولد فإن الائتلاف الجديد قد "يصل إلى اتفاق للحفاظ على الوضع القائم"، مشيرا إلى أنه "سيتوجب عليهم التعامل مع إدارة الصراع حتى لا يحدث أي تصعيد مثل الذي حدث" في الفترة بين 10 إلى 21 أيار/مايو الحالي.
وفي حال حدوث تصعيد عسكري جديد، فإن الائتلاف سيعتمد بحسب المحلل على "الإجماع الإسرائيلي" كما حدث في السابق.
وتابع "هناك إجماع إسرائيلي حول حرب غزة الأخيرة. وهناك إجماع اسرائيلي على كل حرب منذ عام 2000" مشيرا إلى أن الائتلاف قد "يواجه تحديات ولكن بإمكانهم تجاوزها".
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك