هل يعتبر المصريون هدم مقابرهم الأثرية إزالةً لتاريخهم؟
أثار قرار هدم المقابر الأثرية والشخصية التي تعود لمشاهير وشخصيات دينية وأدبية وفنية جدلاً كبيرًا في مصر مع موجة من الغضب والاستنكار احتجاجا على ما وُصف بطمس هوية الرموز التاريخية في البلاد. ومن أبرز هؤلاء الأعلام الشيخ محمد رفعت، والأديب طه حسين، وشاعر النيل حافظ إبراهيم. إضافة إلى مقابر ذات قيمة أثرية مهمة يعود تاريخها إلى عهد المماليك.
نشرت في:
بقلم بترا فرحات
وفي ضوء هذا القرار، تعددت الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي أبرزها لعائلة الأديب طه حسين التي طالبت بالتراجع عن إزالة مقبرته، ما أدى إلى الانسحاب من قبل الجهات المعنية.
كما سيتم نقل رفات الموتى من المنطقة التي ستهدم، وذلك على نفقة الأسر من دون الرجوع لإدارة المقابر، بحسب قرار أصدرته الإدارة المركزية لحماية أملاك الدولة وإدارة المقابر التابعتين لمحافظة القاهرة.
يأتي هذا القرار ضمن خطة تطوير العاصمة المصرية، والتي تشمل تجديد وتطوير بعض الطرق والمناطق الحيوية.
كما تداول مؤخرًا مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي صورة لجسر يمر فوق مقبرة عميد الأدب العربي، وأثارت الصورة تساؤلات كثيرة من المصريين بشأن مصير المقبرة ورفات الأديب الراحل.
هدم بدعوى "المنفعة العامة"
هذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها السلطات المصرية عن قرارات هدم مقابر تضم رموزا تاريخية "بدعوى المنفعة العامة".
وقد طال الهدم مناطق عدة، من بينها مقابر السيدة نفيسة والإمام الشافعي بجوار منطقة متحف الحضارات بمصر القديمة، لإفساح المجال لإنشاء محور صلاح سالم. وتهدف هذه العمليات إلى وصول القاهرة بالمنطقة الإدارية.
توضح خريطة الهدم الجاري الكثير من التغييرات الجذرية المتوقعة في المدينة.
وتشهد هذه العمليات مقاومة أو دعماً من السكان، حيث يُحتَم عليهم التعامل مع التغييرات الجذرية في مجتمعاتهم ومنازلهم.
"مقبرة العظماء"
بعد الجدل الحاصل، تقدم برلماني مصري بمقترح لإنشاء "مقبرة العظماء" في العاصمة الإدارية الجديدة، مستوحى من مقبرة "البانتيون" في باريس. وأشار إلى أن إنشاء مقبرة من هذا النوع سيكون حلاً نهائيًا وحضاريًا للأزمة بسبب أعمال التطوير في العاصمة المصرية.
مع ذلك، يتخوف بعض الباحثين والمؤرخين من أن يؤدي نقل مقابر الشخصيات التاريخية من مواقعها الأصلية إلى فقدان السياق الجغرافي والتاريخي المتعلق بهذه الرموز.
كما تكثر المخاوف من الخلافات التي قد تحصل حول المعايير المستخدمة لتحديد من يعتبر "عظيمًا" ومن يستحق وضع رفاته في تلك المقبرة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك