الانتخابات التركية

وعود إعادة الإعمار وخلافات المعارضة .. هل هي أسباب تقدم أردوغان في مدن الزلزال المنكوبة؟

رغم الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في فبراير 2023 وتداعياته الإنسانية والاقتصادية، استطاع الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان أن يحقق نتائج إيجابية أمام خصمه كمال كليتشدار أوغلو وتمكن من الحفاظ على شعبيته بالمناطق المتضررة من الزلزال مثل غازي عنتاب حيث نال أكثر من 70 في المئة من الأصوات، وقهرمان مرعش وهاتاي التي منحت تحالفه نسبة 48 في المئة من أصوات ناخبيها وفق أرقام الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع عمال الإنقاذ أثناء زيارته لمقاطعة هاتاي الجنوبية الشرقية التي تضررت بشدة من الزازل في الـ 20 من فبراير 2023.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع عمال الإنقاذ أثناء زيارته لمقاطعة هاتاي الجنوبية الشرقية التي تضررت بشدة من الزازل في الـ 20 من فبراير 2023. © أ ف ب
إعلان

برزت خلال الانتخابات عدة تحديات في المناطق المتضررة من الزلزال. ففي مدينة أضنة جنوب البلاد، عملت السلطات على تحقيق عدد من الرهانات وعلى رأسها تأمين العملية الانتخابية، إذ خشي كثيرون من نقص عدد المراقبين وتأثيره السلبي عليها مثل التلاعب بعدد المفقودين من خلال التصويت عوضا عنهم. الرهان الثاني لوجيستي، تمثل في توفير مراكز اقتراع بدلا من المدارس والثانويات التي دمر الزلزال معظمها، أما الرهان الثالث فبشري ارتبط وفق عمدة إقليم هاتاي بتيسير إعادة النازحين الذين تركوا المدينة رغم تعهدات الأحزاب بتأمين نقلهم برا نظرا لاستمرار إغلاق المطار.

بعد نحو ثلاثة أشهر على المأساة، وعشية الانتخابات، رأى كثير من سكان تلك المناطق أن الدولة لم تسرع في مساعدتهم بل وصلت إليهم بعد ثلاثة أو أربعة أيام من الكارثة، ورجحوا كما فعلت المعارضة أن "ينخفض كثيرا" عدد مؤيدي أردوغان في محافظة هاتاي حيث تقع أنطاكية، وهي من أكثر المناطق تضررا من كارثة الزلزال الذي أودى بأكثر من 50 ألف شخص.

إذ عكست استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات حالة من الغضب مما اعتبره البعض استجابة أولية بطيئة من جانب الحكومة للكارثة. لكنها لم تسق سوى أدلة قليلة على أن هذه المشكلة غيرت رأي الناس في التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

المعارضة هي الأخرى وصفت إدارة الحكومة للأزمة بـ "الكارثية" وراهنت على دعم سكان المناطق المنكوبة

عقب ظهور النتائج، بدت هذه الآراء أقلية نظرا لتفوق حزب العدالة والتنمية على تحالف المعارضة، وهذا راجع إلى عدة أسباب أبرزها أن عددا كبيرا من سكان تلك المناطق يعتبر تحالف المعارضة هجينا غير مقنع، إضافة إلى تقديم أردوغان مبلغ 500 يورو للمتضررين، ثم زياراته المتكررة لها وتقديم دعم لوجستي مثل إقامة أكثر من 250 منزل متنقل فضلا وعده بإعادة إعمار المنطقة في غضون سنة.

المحلل السياسي المختص في الشأن التركي مهند حافظ أوغلو، يؤكد أن الجولة الأولى من الانتخابات في المناطق المتضررة من الزلزال شهدت تنافسا محموما بين الكتلة الحاكمة والكتلة المعارضة، لكنه استدرك موضحا أن الناخبين في المحافظات العشر صوتوا لصالح الرئيس أردوغان بسبب "اقتناعهم بأداء الحكومة"، وكذا الوعود التي تلقوها من قبل الرئيس بشأن تسليمهم منازل جديدة في غضون أشهر، ثم إن "الحكومة استهلت التعاطي مع الزلزال منذ الدقائق الأولى" وفق المتحدث.

 من جهة أخرى، يرى أوغلو أن زيارات الرئيس ووزراء حكومته المتكررة إلى مناطق الزلزال كانت أشد أثرا في نفوس الناخبين من تحركات المعارضة التي وصفها بالباهتة.

شارك ناخبو المناطق المتضررة في الزلزال بشكل مكثف في عملية التصويت رغم معاناتهم، ومراقبون يفسرون ذلك بخوفهم من إجهاض مشروع بناء منازلهم الذي وعهدهم به أردوغان.

المحلل السياسي التركي طه أوغلو يفسر سبب مخالفة النتائج تماما للتوقعات، بتوجيه أردوغان منذ اللحظات الأولى للكارثة كافة أطر وقياديي حزب العدالة والتنمية للتوجه إلى الميدان ولقاء المتضررين والضحايا وعائلاتهم

كما تحدث عما وصفه بـ "انشغال المعارضة بمشاكلها الداخلية مثل نقاشات الطاولة السداسية، وحسن استغلال الرئيس المنتهية ولايته لصالحه".

إلى جانب ذلك، فإن ثماني مقاطعات من أصل 11 المتضررة تعد تاريخيا محافظات قريبة من أردوغان رغم وجود بعض الأكراد فيها.

من جهة أخرى، وفي إطار وعود إعادة الإعمار، نقل أغلو إشراف أردوغان نهاية الأسبوع الماضي على افتتاح مستشفى "دفنة" الحكومي، الذي اكتمل بناؤه خلال 60 يوما في ولاية هاتاي، مرجحا أن ذلك سيزيد من قوة الدعم الذي يحظى به ويعزز حظوظه في الفوز خلال جولة الإعادة.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية