إي ميل

تدخلات خارجية للتأثيرعلى الناخبين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية

نشرت في:

تنهي نايلة الصليبي في "إي ميل" مونت كارلو الدولية، الحلقات خصصتها أبرز معالم الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية في العالم الرقمي؛ بالتطرق إلى بعض المحاولات للتأثير الخارجي في هذه الحملة مع معلومات عن اهتمام الصين روسيا وإيران في حملة الإنتخابات الرئاسية الأمريكية!  

.
. © نايلة الصليبي
إعلان

تظهر استطلاعات الرأي أن دونالد ترامب خاسر حتما، بسبب تعامله المثير للجدل مع جائحة كورونا المستجد. لكن تبقى هذه الاستطلاعات غير أكيدة، إذ يجب التذكير بأنه عام 2016، كانت استطلاعات الرأي تمنح الفوز المطلق للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، خاصة، وأنها كانت تحظى حينها بدعم كبير من أغلبية وسائل الإعلام الرئيسية. والمفاجئة كانت فوز دونالد ترامب؛ ولا يمكن اليوم أن تؤكد الأرقام فشله في الفوز في انتخابات ثانية.

في المقابل كانت حملة دونالد ترامب تتوسع وتستغل أدوات المنصات الاجتماعية. في حينها، كان يعتقد المسؤولون عن حملة هيلاري كلينتون، ان خدمات الإنترنت ليس جدية، وهي فقط للشباب الذي يطوق للديمقراطية. ولم يتنبهوا حينها، إلا متأخرين، بقوة تأثير ما عرف "بالأخبار المضللة"، وأيضا تحاليل بيانات مستخدمي المنصات الاجتماعية لاستهدافهم بالدعاية السياسية. لا داعي للتذكير هنا بفضيحة كامبريدج اناليتيكا، ولا بالمواقع الإخبارية في أوروبا الشرقية التي بعثرت مقالات وفيديوهات مثيرة ومزيفة عبر المنصات الاجتماعية وبالتحديد "فيسبوك" و"يوتيوب" فقط للربح المادي.

السبب الرئيسي في غموض التوقعات: تأثير المنصات الاجتماعية وخدمات الإنترنت على الناخبين، خاصة على الناخبين الوسط الذين ليس لديهم قناعات سياسية مترسخة. بات معروفا للجميع أن شبكة الإنترنت والمنصات الاجتماعية هي اليوم المصدر الرئيسي للمعلومات في الولايات المتحدة. وهي أيضا ساحة معركة المعلومات لنشر الأخبار المضللة و التدخلات الخارجية في الأثير على الناخبين .

حسب جون راتكليف، مدير المخابرات الوطنية وكريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، أن إيران وروسيا قد حصلتا على بيانات تسجيل الناخبين الامريكيين، وان إيران استخدمت هذه المعلومات لإرسال رسائل الكترونية مزورة، تهدد الناخبين الديمقراطيين، وتزعم أن مصدرها جماعات يمينية متطرفة مؤيدة لترامب، بما في ذلك "Proud Boys".

Email message from October 21, again threatening the recipient to ”Vote for Trump or else!”, with link to a Proud Boys-branded video
Email message from October 21, again threatening the recipient to ”Vote for Trump or else!”, with link to a Proud Boys-branded video © proofpoint.com

أجرى باحثون في شركة Proofpoint، شركة متخصصة بالأمن السيبراني، تحليلا لحملة البريد الإلكتروني المزيف هذه، و كشفوا أن القراصنة حاولوا تغطية بصماتهم، من خلال ارسال البريد الإلكتروني عبر خوادم مخترقة لشركات تأمين سعودية. كذلك استخدموا خوادم موقع كتب في أستونيا لإرسال أكثر من 1500 رسالة إلكترونية.

لم يؤكد جون راتكليف، مدير المخابرات الوطنية، وكريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي اختراق أنظمة تسجيل الناخبين. وحسب تصريحات أحد مسؤولي الاستخبارات، فإن بيانات الناخبين التي حصلت عليها إيران وروسيا، هي بيانات علنية في معظمها ومتاحة للجمهور، وبعضها تم شراءه من القراصنة في  "الويب المظلم".Dark Web .

غير ان مسؤولي المخابرات الأمريكية، شددوا على الخطر الروسي الذي اعتبروه الأكثر تهديدا عشية الانتخابات.

أذكر بدور "وكالة أبحاث الإنترنت"Internet Research Agency، الروسية، والتي مقرها في ضواحي مدينة سانت بطرسبرغ، مصنع "البروباغندا" والأخبار المضللة لصالح فلاديمير بوتين في البلبلة لتي أثيرت بعد فوز دونالد ترامب من التدخل الروسي والتأثير على الناخبين من خلال التلاعب بمشاعرهم عبر منشورات مضللة على المنصات الاجتماعية وبالتحديد فيسبوك و يوتيوب.

 وقد وجهت لها رسمياً وزارة العدل الأمريكية في شباط/فبراير 2018، تهم مختلفة، من أهمها التآمر لخداع الولايات المتحدة من خلال التدخل في الانتخابات الرئاسية عام 2016.

 روسيا هي اليوم مرة أخرى موضع اتهامات، بعد كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي، في بداية سبتمبر2020 عن وسيلة إعلامية تسمى "PeaceData"؛ وهي مؤسسة صحافية لا وجود لها وتابعة لوكالة أبحاث الإنترنت الروسية. تنشر مقالات باللغتين العربية والإنجليزية، حول الفساد وحقوق الإنسان والتغيرات المناخية.

ولتعطيل عملية الكشف عن الحسابات الوهمية على المنصات الاجتماعية ولمنح هذه الوسيلة مظهرا شرعيا وحقيقيا، استغلت "وكالة أبحاث الإنترنت" الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور لما يسمى بفريق تحرير موقع PeaceData. بدلا من استخدام الصور الحرة المتوفرة على الويب.

حسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" وظفت "وكالة أبحاث الإنترنت" الروسية صحفيين حقيقيين في الولايات المتحدة، الذين كانوا يعتقدون انهم يكتبون لصحيفة الكترونية يسارية، لكنهم في الواقع كانوا يعملون لصالح "وكالة أبحاث الإنترنتInternet Research Agency" الروسية.  

فاستخدام صحافيين محليين استراتيجية استخباراتية لتجنب الأخطاء النحوية أو أخطاء في بناء الجمل الإنجليزية، أخطاء مكنت عام 2016 من تحديد المنشورات الروسية.

كذلك عادت إلى الواجهة الحسابات الوهمية على المنصات الاجتماعية مع منشورات تثير البلبلة والدعوة للعنف العرقي ونشر خطاب الكراهية.

كذلك الأمر بالنسبة للصين التي مع تكثيف حملتي ترامب وبايدن للفوز.  لجأت لحملة منهجية لزرع الفرقة والاضطرابات في الولايات المتحدة. كشف تحليل أجري من قبل "المركز الدولي للسياسة السيبرانية" التابع للمعهد الأسترالي للسياسة الاستراتيجية لآلاف من المشاركات على تويتر وفيسبوك. أن هذه المنشورات هي جزء من "نشاط غير أصلي عبر المنصات، أجرته جهات ناطقة باللغة الصينية"

على سيبل المثال: حسابات على المنصات الاجتماعية بأسماء أمريكية  تنشر تعليقات انتقادية عن سوء تعامل إدارة دونالد ترامب مع وباء كورونا المستجد، ومنشورات عن الظلم العنصري ضد السود. وشاطروا وجهات نظرهم المنتقدة للفضائح الشخصية والسياسية الخاصة بدونالد ترامب.

كانت هذه المنشورات على مختلف المنصات الاجتماعية، متطابقة، تنتقد الولايات المتحدة ونظامها الديمقراطي، بدلاً من الإشارة إلى أحداث محددة. وهي منشورات مكتوبة مع تعابير مألوفة.تبين بعد ذلك أن أولئك النساء هن "بوتات" ضمن حملة منهجية من قبل مجموعات تابعة للصين، لإثارة البلبلة في الولايات المتحدة قبيل الانتخابات.

يبدو أن الحياة السياسية الأمريكية تسودها اليوم العواطف، والارتباك، والانقسام التي تثيرها منشورات المنصات الاجتماعية، وأيضا خطابات ترامب الشعبوية والمليئة بالأخبار المضللة. وفي النهاية ليس من المؤكد أن تنتصر الديمقراطية بمفهومها التقليدي الذي نظن اننا نفهمه.

يمكنكم التواصل مع نايلة الصليبي عبر صفحة برنامج "إي ميل" مونت كارلو الدولية على لينكد إن تويتر @salibi و @mcd_digital وعبر موقع مونت كارلو الدولية مع تحيات نايلة الصليبي

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى