إي ميل

الانتخابات الأمريكية: الذكاء الاصطناعي يهزم معاهد استطلاع الرأي

نشرت في:

تواجه معاهد استطلاع الرأي في الولايات المتحدة عاصفة قوية من الانتقادات، ويجب القول إنها، وإن صدقت فيما يتعلق بانتصار جو بايدن، إلا أنها أجمعت، أيضا، على أن هذا الانتصار ستصاحبه موجة زرقاء كاسحة، وانهيار كبير لشعبية دونالد ترامب، وإن كان بايدن قد انتصر إلا أن الفارق بين ناخبي المتنافسين كان ضئيلا، بل وتمكن ترامب من كسب خمسة ملايين ناخب إضافي بالمقارنة مع الانتخابات السابقة.

الذكاء الاصطناعي (France24)
إعلان

وكانت استطلاعات الرأي قد أجمعت على انتصار هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية السابقة عام ٢٠١٦، ولكن ترامب هو الذي نجح في الوصول إلى البيت الأبيض.

استطلاع الرأي يعتمد على عينة محددة العدد من الجمهور، ويجمع إجاباتهم في لحظة معينة، ويعبر في أفضل الأحوال عن حالة الرأي العام في هذه اللحظة المحددة، بالإضافة إلى أن عينة الجمهور المحددة يمكن ألا تكون معبرة عن كافة توجهات الرأي العام.

على العكس، توقعت خوارزميات الذكاء الاصطناعي أن تكون المنافسة حادة وأن عدد ناخبي الطرفين سيكون متقاربا، مستبعدة الموجة الزرقاء التي تنبأت بها استطلاعات الرأي.

وهي خوارزميات معقدة للغاية، تقوم بجمع الملايين من التعليقات من شبكات التواصل الاجتماعي، وبعد عملية تحليل واسعة النطاق، تستخلص التوجهات الرئيسية للرأي العام، وقد أثبتت هذه الخوارزميات دقتها، وكانت الوحيدة التي توقعت انتصار دونالد ترامب في انتخابات ٢٠١٦، كما توقعت تصويت البريطانيين لصالح البريكسيت على خلاف العديد من استطلاعات الرأي.

ولا يقتصر استخدام الذكاء الاصطناعي على نتائج الانتخابات، ولكن يمكن الاستفادة منه لمراقبة تطور وباء مثل كورونا والحصول على توقعات حول مناطق ومدى انتشاره، أو توقع نتائج فريق رياضي لكرة القدم، على سبيل المثال، من خلال تحليل مجمل أداءه السابق.

ولكن هذا لا يعني أن الذكاء الاصطناعي لا يخطأ، ذلك إنها آلة في نهاية الأمر، ومن أطرف الأمثلة تتعلق بخوارزمية كان من المفترض أن توجه الكاميرات لمتابعة الكرة في أحد مبارايات كرة القدم، ولكنها بدلا من ذلك وجهت الكاميرات لمتابعة رأس أحد الحكام لأنه أصلع وشكل رأسه يشابه الكرة.

في نهاية الأمر، طرحت IBM مشروع Watson for president والذي يهدف لوضع خوارزمية ذكاء اصطناعي على كرسي الرئاسة في البيت الأبيض، باعتبار أنها تتمتع بقدرات أكبر بكثير من الإنسان على تحليل كم هائل من المعطيات قبل اتخاذ القرار الأكثر ملائمة لحل أزمة أو القيام بخيار دقيق ... ولكن لا تقلق عزيزي المستمع كانت مجرد مزحة ولا يوجد من يدعو، بصورة جادة، لتسليم مصير بلد بأكمله إلى آلة أو برنامج معلوماتي أيا كانت فعاليته وقدراته.

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى