تشرح نايلة الصليبي في "إي ميل" مونت كارلو الدولية ما معنى تحديث سياسة الخصوصية لواتساب، التي تشدد على ضرورة الموافقة على مشاركة "واتساب" للمعلومات والبيانات مع "فيسبوك"؛ ومن لا يوافق على السياسة الجديدة فإن "فيسبوك" ستلغي حسابه في "واتساب". كما تقترح تطبيقا بديلا يعتبر من أكثر التطبيقات آمنا و تشفيرا.
منذ سنوات وأدعوكم لاستخدام تطبيقات وأدوات بديلة عما يقترحه مارك زوكيربرغ وشركته "فيسبوك". نبهتكم مرارا لضرورة حماية خصوصيتكم عندما وضحت لكم أكثر من مرة كيفية عمل شركة فيسبوك وغيرها من الشركات التي يعتمد نموذجها الاقتصادي على بيع الإعلانات المستهدفة من خلال حصد بيانات المستخدمين.
كنت حذرت منذ عام، من قرار مارك زوكيربرغ دمج البنى التحتية لمنصات المراسلة "فيسبوك ميسنجر" و"واتساب" و"انستغرام". وذلك بحجة إتاحة خدمات آمنة وتشفير شامل. شرحت كيف أن العالم سيشهد عملية احتكار تقنية غير مسبوقة.
ها هي شركة فيسبوك تعلن عن بدأها تطبيق سياسة خصوصية جديدة لتطبيق واتساب ابتداءً من الثامن من فبراير/شباط 2021، وليس لدى المستخدم خيار سوى أن يقبل بها أو يتم إلغاء حسابه على تطبيق "واتساب".
تقول شركة "فيسبوك"، إن سياسة الخصوصية الجديدة تهدف ربط تطبيق واتساب بخدمات موقع "فيسبوك"، "انستغرام"، "فيسبوك ميسنجر"، ومشاركة بيانات مستخدمي التطبيق مع "فيسبوك"، أي معرفة الشركة المزيد من المعرّفات الشخصية عن المستخدمين وأيضا مشاركة تلك البيانات مع جهات أخرى او طرف ثالث.
الهدف حسب مارك زوكيربرغ هو "تحسين الخدمات وتجربة خدمات جديدة وتقديم اقتراحات للمستخدم عن أصدقاء، أو اتصالات جماعية، أو محتوى حسب اهتماماته". وبالتالي والأهم بالنسبة لفيسبوك "إظهار العروض والإعلانات ذات الصلة عبر منتجات فيسبوك، وربط المستخدم في "واتساب" بمنتجات "فيسبوك" الأخرى كإتاحة مثلا ربط حساب Facebook Pay الخاص بالدفع على المنصة إلى تطبيق "واتساب".
هذا يعني جمع شركة "فيسبوك" لكمٍّ هائل من البيانات الشخصية والتي كانت تجمعها سابقا من دون الإعلان الواضح عن ذلك.
بالرغم من التطمينات عن بقاء الرسائل المتبادلة ستبقى مشفرة بين الطرفين عبر "واتساب"، الذي يجب معرفته أنّ البيانات الوصفية للمحادثات، مثل مع من تتحدّثون، وكم مرّة، وفي أيّ وقت على "واتساب"، أصبح بإمكان "فيسبوك" أن يعرفها.
كذلك فان أرقام الهواتف المسجلة لدى المستخدم لا يحصل عليها فقط فيسبوك، بل يتم نقلها حسب ما تقول الشركة، لأطراف أخرى بهدف تجاري وإعلاني.هنا أدعوكم لت للعودة لمراجعة تفاصيل فضيحة كامبريدج اناليتيكا.
ما يعني أيضا احتمال تسريب واستغلال كمّ البيانات الهائل الذي تجمعه "فيسبوك" عبر خدماتها من قبل القراصنة والهاكرز. والأهم تسهيل عمليات الترصّد والمراقبة في حال تلبية "فيسبوك" لطلبات حكومية وغيرها. وهو أمر تقوم به مختلف المنصات الاجتماعية التجارية الخاصة.
ها نحن اليوم امام هلع غير مفهوم وضجة غير مسبوقة لقرار كنا نعرفه مسبقا وكان من الممكن أن يمر كالمعتاد مرور الكرام.الإيجابي في كل هذا أن المستخدمين باتوا واعين لأهمية بياناتهم ومصير هذه البيانات ومن يتعامل معها.
كثيرون قاموا كإلون ماسك وادوارد سنودن بالتخلي عن "واتساب" والتوجه لاستخدام تطبيق "سيغنال" الآمن والمجاني الذي انصح به منذ سنوات، الذي طوره Matthew Rosenfeld المعروف بـــ Moxie Marlinspike وهو شخصية فريدة في عالم التكنولوجيا.
Use Signal
— Elon Musk (@elonmusk) January 7, 2021
يمكنكم التواصل مع نايلة الصليبي عبر صفحة برنامَج "إي ميل" مونت كارلو الدولية على لينكد إن تويتر @salibi و @mcd_digital وعبر موقع مونت كارلو الدولية مع تحيات نايلة الصليبي
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك