النشرة الرقمية

مارك زوكيربيرغ يدخل سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي وإيلون ماسك يريد ذكاء اصطناعيا تحرريا!

نشرت في:

تتطرق نايلة الصليبي في "النشرة الرقمية" إلى كشف مارك زوكيربيرغ و شركة "ميتا" عن  نموذجها للذكاء الاصطناعي التوليدي للمحادثة باللغة الطبيعية الشبيه بـ ChatGPT والمخصص للباحثين في علم الذكاء الاصطناعي. وأيضا إلى إرادة  إيلون ماسك تطوير نموذجا تحرريا للذكاء الاصطناعي التوليدي للمحادثة باللغة الطبيعية. وكل ذلك في ظل التنافس الحاد بين شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر المليارات من الدولارات في بحوث الذكاء الاصطناعي ولنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي للمحادثة باللغة الطبيعية.

-
- © نايلة الصليبي
إعلان

ميتا تدخل سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي

لم تتأخر شركة ميتا من إعلانها الدخول في سباق نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي للمحادثة باللغة الطبيعية من خلال إتاحة  نموذجها الخاص للباحثين التي أطلقت عليه اسم LLaMA أو Large Language Model Meta AIأو نموذج اللغة العريض، لمساعدة العلماء على تطوير أبحاثهم في مجال الذكاء الاصطناعي. تعتبر هذه الخطوة  مميزة من مارك زوكيربيرغ الذي لا يحد الوصول لهذه التكنولوجيا، كما هي الحال مع OpenAI ونموذجها ChatGPT و مع غوغل و LaMDA.

يتيح نموذج ميتا LLaMA تطبيقات مشابهة لتلك التي يتيحهاChatGPT ،وأيضا حسب مارك زوكيربيرغ، في "أداء مهام أكثر تعقيدًا مثل حل النظريات الرياضية"

-
- © فيسبوك - مارك زوكيربيرغ

كتب مارك زوكيربيرغ  في منشورعلى حسابة على منصة فيسبوك : "على المدى القصير، سنركز على بناء أدوات إبداعية ومعبرة. على المدى الطويل، سنركز على تطوير الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يساعد الناس بعدة طرق. نحن نستكشف تجارب الرسائل النصية (مثل الدردشة في واتساب وميسينجر)، مع الصور (مثل فلاتر إنستغرام  الإبداعية وتنسيقات الإعلانات)، وتجارب الفيديو والوسائط المتعددة. لدينا الكثير من العمل التأسيسي الذي يتعين علينا القيام به قبل الوصول إلى التجارب المستقبلية حقًا، متحمس لكل الأشياء الجديدة التي سنبنيها مستقبلا."

إطلاق شركة OpenAI اشتراكًا مدفوعًا ChatGPT Plus، وإطلاق Microsof محرك بحث bing AI الجديد مدعوما بـChatGPT، وكشف Google عن نموذجها   Bard. و كشف العملاق الصيني Baidu  عن  نموذجه Ernie Bot. دفع شركة ميتا إلى زيادة جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي للحاق بالمنافسة في هذا السباق المجنون للابتكار، خاصة وأن الميتافيرس، هذا العالم الافتراضي الذي تطمح إليه شركة ميتا، تلاشى الاهتمام به بداية هذا العام.

إيلون ماسك يريد ذكاء اصطناعيا تحرريا  TruthGPT لمحاربة الــ Woke AI 

إيلون ماسك التحرري،الذي عاد ليحتل المركز الأول كأغنى رجل في العالم، الذي يعتبر أن  لكل شخص الحق في قول ما يريد، هنا أذكر أن هذا الأمر ينطبق عليه وعلى أهوائه فقط، فهذه الحرية المطلقة هي نسبية مع حدود متغيرة حسب مزاج السيد ماسك، الذي بتنا نعرف اليوم أن لعقيدته التحررية  قيود بحيث لا يجب المس بشخصه وانتقاده أو معارضة أراءه و معتقداته.

هذه العقيدة التحررية دفعته مرارا لانتقاد ChatGPT  فقد  شارك إيلون ماسك في تأسيس OpenAI عام 2015 قبل الانسحاب بسبب تباين في الرؤية مع سام التمان.غرد إيلون ماسك في 26 من فبراير 2023 معربا عن معاناته من "القلق الوجودي المرتبط بالذكاء الاصطناعي التوليدي".

-
- © تويتر -إيلون ماسك

 فالسباق المحموم لابتكار نماذج للذكاء الاصطناعي التوليدي للمحادثة باللغة الطبيعية، التي باتت متوفرة في كل مكان، تهز عالم التكنولوجيا وتهدد بزعزعة ما يبدو أنه نظام راسخ في بيئة البحث عبر الويب، في التعليم وأيضا  في الإبداع الأدبي.

ففي هذا الإطار كان لإيلون ماسك انتقادات لهذه النماذج، وبالتحديد حول القيود التي يفرضها مصممو هذه النماذج للتحكم  في ردوده على المستخدمين.  حيث أشار إيلون ماسك في ديسمبر 2022 بعد إطلاق ChatGPT : "إن خطر تدريب ذكاء اصطناعي على woke "الاستيقاظ"، وبعبارة أخرى- حسب ماسك-على الكذب - هو خطر مميت".

-
- © تويتر -إيلون ماسك

لذا نستنتج بسرعة أن إيلون ماسك يريد نموذجا للذكاء الاصطناعي التوليدي للمحادثة باللغة الطبيعية غير مؤطر و غير مراقب؛ يبدو أن "Tesla Technoking"، لقب إيلون ماسك الرسمي منذ مارس2021،قد بدأ  ببناء فريق من باحثي الذكاء الاصطناعي لتطوير بديل لـChatGPT.

يعتبر إيلون ماسك أن النماذج اللغوية مثل GPT، التي تعتمد على التعلم المعزز من خلال ردود الفعل البشرية وتتطور بناءً على هذه التفاعلات، تعاني ضعفا. فهي تعكس أراء مطوريها وتحيزهم وهذا ما جعله يغرد "نحن بحاجة إلى TruthGPT".في إشارة إلى منصة دونالد ترامب الاجتماعية .TruthSocial

-
- © تويتر -إيلون ماسك

لكن الأمر ليس بهذه البساطة، فقد رأينا في الماضي، ما يمكن أن يقدمه هذا النوع من المحاولات.  تذكرون Tay، روبوت الدردشة الذي وضعته مايكروسوفت للمحادثة على تويتر عام 2016، الذي أصبح في غضون ساعات قليلة من محبي النازيين الجدد والذكوريين وهتلر. ما أجبر مايكروسوفت على تعطيله سريعا.

أذكر هنا أيضا بمصاعب Bing AI أو بالأحرى  Sydney عند محاولة دفعه إلى أقصى حد من التفاعل.

يقول إيغور بابوشكين في لقاء مع موقع  The Information:  هو باحث في الذكاء الاصطناعي، ومتخصص في التعلم الآلي الذي يدعم ChatGPT، وكان يعمل في شركة Deepmind  المملوكة من غوغل ، ترك تلك الشركة لينضم لفريق السيد Tesla Technoking إيلون ماسك  ليشرف على مشروعه يقول : "إن إنشاء روبوت محادثة مع عدد أقل من الضمانات ليس هدفًا" لإيلون ماسك"، و إن "الهدف هو تحسين مهارات التفكير والجانب الواقعي للنماذج اللغوية". بمعنى آخر، النجاح في تطوير ذكاء اصطناعي متطور بما يكفي ليكون قادرًا على تقديم إجابات جديرة بالثقة وموثوقة دون وضع قيود عليها، من خلال تعليمه فصل البيانات، لمعالجة المعلومات التي تخدم تدريبه و "نظامه المعرفي   بشكل أفضل.

كما أوضح إيغور بابوشكين "أن المشروع لا يزال في بدايته. ولم يتم حتى الآن وضع خطة محددة أو منتج محدد أو تصورها"

نتخيل أن المهمة لن تكون بسيطة وأن الطريق سوف يستغرق وقتًا طويلاً قبل الوصول إلى هذا الهدف. لذا لا يُتوقع تطوير TruthGPT  إيلون ماسك  في الأيام أو الأسابيع أو حتى الأشهر القليلة المقبلة.

مع كل هذا، من الصعب معرفة إلى أين سيؤدي مشروع إيلون ماسك، فربما يرغب في تقديم نموذجا خاصا به بديلا لـــ "ChatGPT" ضمن تطبيق أو موقع مخصص؟ أو ربما يفكر في دمج مثل هذا النموذج من الذكاء الاصطناعي في منصة تويتر؟ مع كل التساؤلات التقنية والأخلاقية التي تثيرها عقيدة إيلون ماسك التحررية هذه.

كما تطرح أيضا تساؤلات حول دور ريادي الأعمال الأثرياء وأهدافهم العقائدية في استثماراتهم التقنية في السيليكون فالي وغيرها .... وهذا موضوع أخر؟

يمكن الاستماع لـ "بودكاست النشرة الرقمية" على مختلف منصات البودكاست. الرابط للبودكاست على منصة أبل

للتواصل مع #نايلةالصليبي عبر صفحة برنامَج"النشرة الرقمية"من مونت كارلو الدولية على لينكد إن وعلى تويتر salibi@  وعلى ماستودون  وعبرموقع مونت كارلو الدولية مع تحيات نايلة الصليبي

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى