تستضيف كابي لطيف غسان الرحباني، الكاتب والملحّن والمؤدي وقائد الأوركسترا والمنتج والموزع الموسيقي والعازف اللبناني، ونجل الموسيقار الياس الرحباني الذي رحل مطلع هذا العام.
الياس الرحباني الأب
عمّا تعّلمه غسان الرحباني من والده الموسيقار إنسانياً وفنياً، يقول: "المقربون من الياس الرحباني يعرفون أنه كان إنساناً عميقاً يغلّف حزنه بالكوميديا. كانت قيمة التسامح ومحبة الآخر هي العنوان العريض لحياته، وإحدى أهم المبادئ التي ربّانا عليها أنا وأخي جاد. كما أن التعاضد بين والدَي أصبح نموذجاً لما يجب أن تكون عليه أسرتينا، لنكتشف في ما بعد أن هذا النموذج يصبح شيئاً فشيئاً عملة نادرة في مجتمعنا اليوم، وأننا بالفعل محظوظان كوننا نشأنا في بيت يسوده الانسجام والحب" أما على الصعيد الموسيقي، حظيتُ بمواكبة أبي المستمرة لأعمالي، وكانت نصائحه وملاحظاته تضفي عليها لمسة خاصة، أفتقدها كثيراً الآن".
أكاديمية الياس الرحباني
في عام 2015، أسس غسان الفرع الأول لمعهد "الياس الرحباني للفنون". عن هذا المشروع الفني التربوي وتطلعّاته المستقبلية له، يقول: "فنياً لا تصوّر لدي عمّا سأفعله بعد رحيل والدي، لأني ما زلت مصدوماً وغيابه أفقدني الأمان. لكن ما هو مؤكد أن الأكاديمية التي تحمل اسمه أصبحت أحد أهم أهداف حياتي. بذلتُ جهداً عظيماً ليكون كل ما فيها لائقاً باسم عائلة الرحباني، وتطلعات الطلاب الذين اختاروها دوناً عن سواها. الدروس فردية لضمان حصول الطالب على أكبر قدر من اهتمام المدّرس. ومع انتشار وباء كورونا وفرض الإغلاق، حرصنا على مواصلة الدروس عبر المنصات الرقمية".
الفن في خدمة الوطن
عُرفت أعمال غسان الرحباني بسخريتها من الأداء السياسي وانتقادها للأوضاع الراهنة في لبنان. يوضّح هذه الجزئية قائلاً: "لستُ من الفنانين الذين يجيدون فصل نتاجهم عن الحياة اليومية ومشاكل الوطن. لا أنتقد لأعجب الناس، بل لأني واحد منهم وما يؤرقهم يؤرقني. لا أجدني قادراً على التغني بالغرام وبالمحبوبة بينما بلدي غارق في الديون والفساد، وشعبي فقير وبيئتي ملوثة. وقد ساعدني اسم عائلة الرحباني في إيصال رسالتي دون خشية الرقابة، وأفخر بذلك لأني وظّفته بما يخدم الصالح العام، لا للمنفعة الشخصية".
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك