يقف العالم عاجزاً أمام ازمة انسانية تدور فصولاً على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، ويتم استخدام المهاجرين غير الشرعيين حسب الجانب الاوروبي سلاحاً في "حرب هجينة" تشنها مينسك. وبينما يسود التوتر البحر الاسود وحدود أوكرانيا بسبب مناورات عسكرية غربية وحشود روسية.
تتوتر العلاقات بين أوروبا وروسيا التي تحمي الرئيس لوكاشينكو المثير للجدل. وبالرغم من جهود الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل، حول الحوار مع الرئيس فلاديمير بوتين ، يتبين من تسلسل الاحداث ان هذا الحوار غير منتج وعقيم نظرا لمناخ عدم الثقة بين الجانبين ، وعدم رغبة بوتين بتقديم تنازلات للاوروبيين لانه يركز على التجاذب والمساومة واختبار القوة مع واشنطن
يسعى الرئيس الروسي بكل قوته لحماية
الديكتاتور البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ، الذي خسر الانتخابات في صيف ٢٠٢٠ ولم يعترف بذلك ، وسبب الحماية ضمان عدم جر
بيلاروسيا إلى المعسكر الغربي، ويندرج ذلك ضمن استراتيجية النفوذ في الجوار القريب من اجل ضمان الامن القومي الروسي
لا يمكن تفسير القلق الاستراتيجي الروسي ازاء الترابط الاميركي - الاوروبي من خلال اثار العقوبات الاوروبية بسبب اوكرانيا والقرم. والارجح ان حذر بوتين من الاتحاد الاوروبي والعداء له على غرار اسلوب ترامب، ينطلق من خشية الكرملين من وجود كيان أوروبي يمكن أن يظهر ويفرض نفسه في ميزان القوى مع موسكو.
في الآونة الاخيرة ابرزت روسيا بوتين العداء للمشروع الاوروبي اذ دافعت عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وهي تدعم الأحزاب الأوروبية اليمينية المتشددة والشعبوية الرافضة للفكرة الاوروبية . وتقول اوساط المفوضية الاوروبية في بروكسيل ان موسكو تتعامل معها بازدراء. ويصل الامر مع جوزيب بوريل ، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي ليقول : "يقوم لوكاشينكو بهذا التصرف لأنه يحظى بدعم ساحق من روسيا ، حتى لو نفت ذلك".
طمأنت باريس وبرلين موسكو برفض انضمام جورجيا واوكرانيا الى حلف الناتو، وراهن البعض في اوروبا على ان الحوار مع بوتين من شأنه أن يحل العديد من المشاكل - من أوكرانيا إلى سوريا ، ومن بيلاروسيا إلى مسألة الهجرة في اوروبا ومن الملف النووي الايراني الى صادرات الغاز - لكن الحوار الذي بدأه ماكرون منذ ٢٠١٧
لم يحصد اي نجاح ملموس، لأن الرئيس بوتين غير مهتم. وما يشغله أولاً ، اولوية المصالح الأمنية لبلاده ، والحاجة إلى استعادة مكانة روسيا كقوة عظمى عبر اعادة النظر في "النظام الأمني الذي نشأ من بقايا الحرب الباردة" . ومن هنا التركيز على الحوار مع ادارة بايدن وليس مع الاوروبيين.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك