خبر وتحليل

الاتحاد الأوروبي وتحدي الأزمة الأوكرانية

نشرت في:

فشلت اللقاءات الدبلوماسية المكثفة بين روسيا والغرب، والتي انعقدت في جنيف هذا الأسبوع، في نزع فتيل خطر نشوب صراع جديد في أوكرانيا . لكن ذلك لم يقلل من تصميم الكرملين على انتزاع تنازلات تحت عناوين ضمانات أمنية حول عدم اقتراب البنية التحتية لحلف شمال الاطلسي من الحدود الروسية، وعدم انضمام دول جديدة من الجوار الروسي للناتو. وفي هذه المعمعة التي تعني هيكلية الأمن الأوروبي والاتحاد الاوروبي ، بدا واضحا ان الرئيس فلاديمير بوتين كان صاحب القرار في تجاوز اوكرانيا واوروبا المعنيتان بالازمة لكي يتفاوض مع واشنطن من موقع الند.

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مبنى المفوضية الأوروبية ببروكسل
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مبنى المفوضية الأوروبية ببروكسل © رويترز
إعلان

ووصل الأمر بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للتصريح بأن " الاوروبيين استبعدوا أنفسهم من هذه المحادثات بين واشنطن وموسكو، لانهم لم يحتفظوا بآلية حوار مع روسيا شبيهة بمجلس حلف شمال الاطلسي- روسيا" .

لا يعد هذا التبرير الروسي مقنعاً لانه سبق لاوساط الكرملين الاقرار بان موسكو تعمدت استبعاد الاوروبيين لتفادي ما اسمته " العبث وعدم وحدة القرار ". ومن المصادفات أن ينعقد اجتماع لوزراء الخارجية والدفاع الاوروبيين في مدينة برست غرب فرنسا، في نفس توقيت مشاورات ومباحثات جنيف . وهكذا مع تسلم فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي وتمركز الحكم الجديد في المانيا ، برز موقف وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي حول التحذير من غزو روسيا لاوكرانيا والتوعد بحزمة عقوبات اوروبية ان تكون رادعة في مطلق الاحوال. ويصب في نفس الاتجاه الموقف المرن للمستشار الالماني الجديد على عكس الخط المتشدد الذي تتباه وزيرة الخارجية من حزب الخضر . وهذا الخط تتبناه كل دول شرق ووسط اوروبا بالاجمال ويعني شرخا في المقاربة الاوروبية تلعب موسكو على وترها . 

في خضم هذه الاجواء ، تتفاقم الازمة الاوكرانية اذ تم تسجيل هجوم سيبراني كبير ضد كييف ليل الخميس - الجمعة ، ويعد ذلك اشارة سيئة زادت من مخاوف الاوروبيين من فشل الخيار الدبلوماسي ، خاصة أن موسكو أعلنت انتظار الرد الغربي المكتوب على مطالبها .

ردا على التأزم حول اوكرانيا ، أكد الأوروبيون أنهم لن يذعنوا لمطالب روسيا التي ترغب في تقييد دور ونطاق الناتو. وانه " ليس هناك من انقسام مع واشنطن" حسب جوزيب بوريل رئيس الدبلوماسية الأوروبية الذي شدد ايضا انه : " لن يتم عمل أي شيء يتعلق بأمن واستقرار أوروبا بدوننا" . بيد ان كل ذلك يبقى من الاقوال إن لم يقترن بتعزيز الاستقلال الاستراتيجي الاوروبي .

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية