قبل أقل من ثلاثة أشهر من الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية ، أصبح لليسار مع وزيرة العدل السابقة كريستيان توبيرا ، ستة مرشحين رئيسيين في هذا السباق. وحتى اللحظة تبين استطلاعات الرأي تراجعا كبيرا لليسار ولا يتجاوز أي من المرشحين معدل العشرة بالمائة على ضوء احتدام التنافس بين الرئيس ايمانويل ماكرون ومرشحي اليمين الرئيسيين .
بعد نوع من التشويق الزائف منذ أواخر ديسمبر، أعلنت توبيرا في ١٥ يناير ترشيحها رسميا ساعية لتقديم نفسها كمرشحة الانقاذ في مواجهة مأزق اليسار المنقسم . وتعتزم توبيرا الخضوع لتصويت شعبي في " انتخابات اولية يسارية أواخر هذا الشهر" .
بيد ان حلم توحيد اليسار والخضر يبقى وهما ورهانا صعب المنال لان ابرز المرشحين يانيك جادو عن تيار الخضر والمدافعين عن البيئة ، وجان - لوك ميلونشون مرشح حركة " فرنسا الابية " رفضا سلفا حكم هذا التصويت.
حاولت توبيرا استنهاض جمهور اليسار المشتت تحت عناوين جديدة مثل الالتزام بضمان " الاعتراف بصوت أولئك الذين يكافحون ، من المنسيين" ، والتعبير عن غضب رافضي التمييز والعنصرية والازدراء .
أما على صعيد الخطوات الملموسة ، أعلنت توبيرا الراديكالية اليسارية عن اعتزامها منح الشباب دخلاً بقيمة ٨٠٠ يورو شهريًا لمدة ٥ سنوات. كما أعلنت أنها تريد رفع الحد الأدنى للأجور وإعادة التفاوض على الأجور.
فيما يتعلق بمسألة البيئة ، التي تصفها بأنها " قضية القرن" ، فإنها وعدت بان تحدد "ضريبة القيمة المضافة بمعدل صفر للمنتجات من الزراعة العضوية".
تبدو هذه الوعود المعسولة مستحيلة التحقق في ظل الوضع الاقتصادي للبلاد، لكن توبيرا تسعى من وراء ذلك للاختراق وجذب قطاع واسع مما يسمى شعب اليسار، في زمن الضعف التاريخي للحزب الاشتراكي الذي لم تتمكن مرشحته عمدة باريس آن هيدالغو من اقناع قواعده التاريخية ، ويحصل ذلك مع محاولة الحزب الشيوعي الفرنسي العودة الى الصف الاول مع مرشحه فابيان روسال، بالاضافة لاستمرار ميلونشون بدغدغة حلمه في انتزاع مركز الرئاسة .
هكذا يبدو مسعى استنهاض اليسار وجعله رقما صعبا في السباق الرئاسي، من الرهانات الفاشلة بالرغم من طموحات كريستيان توبيرا واصرار اكثر من طرف على استرجاع دور ضائع. انتظر اليسار من ١٩٥٨ حتى ١٩٨١ كي ينتزع لاول مرة الرئاسة في زمن الجمهورية الخامسة، وربما سينتظر انبثاق الجمهورية السادسة كي يستعيد حظوظه .
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك