تعتزم تركيا شن عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري ، وتأكد ذلك في ٢٦ أيار/مايو الماضي مع تبني مجلس الأمن القومي التركي لهذه العملية بغاية " تطهير الحدود الجنوبية لتركيا من خطر الإرهاب".
كما في عمليات " درع الفرات" في ٢٠١٦، و " غصن الزيتون" في ٢٠١٨ و" نبع السلام" في ٢٠١٩، يتكرر نفس الهدف وهو إقامة " المنطقة الآمنة على طول الحدود مع سوريا بعمق ٢٠ ميلاً أي ٣٢ كيلومتراً" ويتم التركيز على مدينتي منبج وتل رفعت الاستراتيجيتين، وتأمل تركيا في إعادة توطين نحو مليوني شخص، من بين 3.6 مليون لاجئ سوري تستضيفهم حاليا على أراضيها.
من خلال اختيار هذا التوقيت، اراد الرئيس أردوغان استغلال اللحظة الاوكرانية لتمرير عمليته الرابعة في سوريا، لكنه يصطدم حتى اللحظة برفض معلن أميركي وروسي وإيراني وسوري. إلا ان أنقرة تراهن على أن سوريا لم تعد أولوية روسية في هذه الحقبة وأن لا مصلحة لموسكو في مجابهة مع تركيا التي تلعب دورا وسيطا في الحرب الاوكرانية ودوراً مسهلاً في التفاوض الروسي - الاوكراني وكذلك في ابقاء قنوات الاتصال بين روسيا والغرب. أما بالنسبة لواشنطن فأن لدى تركيا بعض الاوراق ومنها مسألة انضمام فنلندا والسويد الى حلف شمال الاطلسي واهمية انهاء الرفض التركي لهذه الخطوة
في العمليات الثلاث السابقة، باءت بالفشل محاولة انقرة انتزاع المنطقة الآمنة التي تخطط لها لأنه لم يتوفر الضوء الاخضر الدولي ولأن القوات الروسية أوقفت مرارًا التوغل التركي،
يبدو أن تركيا باتت واثقة الآن من قدرتها على تجديد محاولة السيطرة ، و يبدو أن ثمة أربعة أسباب أساسية خلف هذه العملية المرتقبة: أولًا، محاربة حزب العمال الكردستاني الذي يقف خلف وحدات حماية السلام الكردية النواة الصلبة لقوات سوريا الديمقراطية " قسد"
ثانيًا، ربما تعتقد أنقرة أن روسيا، المنهمكة في اوكرانيا ، قد لا تملك الوقت والموارد اللازمة ولا الذريعة الشرعية لمنع التوغل التركي الجديد،
ثالثًا، كلما زادت القوى الأجنبية وتيرة انتقاداتها للعملية، كلما رأت فيها أنقرة فائدة لتصوير نفسها كقوة مستقلة عن روسيا والغرب.
رابعًا، إذا أثبتت العملية نجاحها واستدامتها، قد تعزز خطة أنقرة التي تقضي بإعادة اللاجئين السوريين وبالتالي قد تسجل نجاحًا جديدًا على الساحة السياسية الداخلية.
لكن المسألة الأساسية بالنسبة إلى القيادة التركية تتمحور حول تقييم المخاطر التي تنطوي عليها هذه العملية قبل الشروع فيها.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك