يتركزالانتباه منذ فترة على محطة زابوريجيا وهي أكبرمنشأةنووية في أوروبا تقع في جنوب أوكرانيا وتخضع للسيطرة الروسيةمنذ مارس/ أذارالماضي، تفاقم الوضع في الايام الاخيرة، وهددت روسيا بأنها ستغلق المحطة إذا استمرت كييف بقصفها، الاتهام الذي تنفيه الأخيرة نفياً قاطعاً.
وكانت المحطة قد تعرضت للقصف عدة مرات في الأسابيع الأخيرة، واتهمت موسكو وكييف بعضهما البعض بهذه الضربات. ولاح شبح كارثة نووية كبرى يمكن ان تهدد كل أوروبا.
وبغض النظر عن سردية الطرفين المنخرطين في النزاع، تمثل العمليات العسكرية في محيط المنشأة لعباً مشبوهاًعلى خطوط الناريمكن ان يسبب بكارثة تذكر بما جرى في ١٩٨٦ لمحطة تشرنوبيل الاوكرانية في الاتحادالسوفياتي السابق.
وزاد الاهتمام العالمي في محاولة احتواء التصعيد، واعاد ذلك التواصل بين الرئيسين الروسي والفرنسي بعدانقطاع لمدة ثلاثة أشهر، وبعد اتصال هاتفي الجمعة ١٩ اغسطس، أشار بيان صادر عن الاليزيه إلى أن بوتينوافق على إرسال بعثة من خبراء الوكالة الذرية للموقع.
اما الكرملين فأفاد أن بوتين حذر من كارثة متوقعة في هذاالموقع الحساس جراء التهديدات الأوكرانية. ونبه إلى أن ضرب القوات الأوكرانية للمحطة الأكبر في أوروبا قديتسبب في كارثة واسعة النطاق.
وقبل ظهر نفس اليوم، وخلال القمة الثلاثية في لفيف غرب أوكرانيا التي جمعت الرئيسين التركي والاوكراني، وامين عام الامم المتحدة، كان موضوع زابوربجيا حاضرا بقوة، وركز اردوغان على اهمية تفادي التصعيد، بينما طالب غوتيريش بسحب القوات العسكرية من المحطة وعدم فصلها عن الشبكة الاوكرانية.
بيد ان كل هذا الكلام وهذه التمنيات والتحذيرات لا يعني ان هناك خريطة طريق للاحتواء، ووصل الامر بوزيرالداخلية الاوكرانية للقول إن " على البلاد الاستعداد لجميع السيناريوهات، بما فيها الأسوأ" بمعزل عن القلق البالغ الذي ينتاب المعنيين
من خطر الانزلاق والانتحار في حال ارتكاب خطأ مقصود او غيرمقصود، يرفض الجانب الروسي فكرة إقامة منطقة»
منزوعة السلاح".
ويبدو ان التهدئة حول زابوريجبا ستندرجفي سياق التجاذب واختبارالقوة السياسي والاقتصادي والعسكري، خاصة ان حرب اوكرانيا التي بدأت منذحوالي ستة أشهر
لا ترتسم نهايتها في الافق القريب، ويمكن ان تخبيء لنا المزيد من المفاجأت.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك