خبر وتحليل

إنذار التغير المناخي وأزمة الطاقة

نشرت في:

تستضيف مدينة شرم الشيخ المصرية مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (COP27) من 6 إلى 18 نوفمبر القادم . وتأتي هذه القمة السنوية حول المناخ وسط توقعات متشائمة عن احتمال ارتفاع درجة حرارة "كارثي" في العالم بمقدار 2.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن والذي يمكن ان يصل الى معدل 2.8 درجة مئوية في عام 2100 او اكثر من ذلك. وقام برنامج الأمم المتحدة للبيئة بدق جرس الانذار معتبراً ان تعهدات غالبية الدول لم يتم احترامها، اذ لا يزال المجتمع الدولي بعيدًا جدًا عن أهداف اتفاقية باريس ولا يزال يفشل في رسم مسار "موثوق" للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية - الهدف الأكثر طموحًا في المعاهدة الدولية. 

كوكب الأرض
كوكب الأرض © أسوشيتد برس
إعلان

ومن سوء المصادفات تزامن التدهور الكوني في اوضاع المناخ مع ازمة عالمية حادة في قطاع الطاقة. وبينما يعول المدافعون عن البيئة على التحول نحو الطاقة الخضراء المتجددة، نلمس تداعيات حرب اوكرانيا لجهة الاستعانة بالفحم الحجري من جديد والتسابق نحو الغاز الطبيعي والمسال ، او الوقود الاحفوري بالاجمال مما يعني عودة إلى الوراء في ما يخص مكافحة انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون . 

عشية مؤتمر شرم الشيخ، جرى نشر الاستنتاجات المقلقة من مؤسستين تابعتين للأمم المتحدة ، هما برنامج الأمم المتحدة للبيئة ( في استعراضها السنوي للعمل المناخي ) ومجلس الأمم المتحدة للمناخ. وحدا ذلك بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للقول: "إننا نتجه نحو كارثة عالمية". حيث ان الارض التي ارتفعت درجة حرارتها ، تواجه أيضاً موجات مميتة من الفيضانات والجفاف او الحرائق الضخمة التي ميزت عامي 2021 و 2022. 

يجدر التذكير أنه إثر المؤتمر العالمي الأخير للمناخ ، COP26 ، الذي انعقد في غلاسكو (اسكتلندا) قبل عام ، التزمت الدول برفع أهدافها المناخية كل عام حتى عام 2030. ولكن جردة حساب في اواخر سبتمبر ، كشفت الامم المتحدة ان النتائج مخيبة للامال لان اربع وعشرين دولة فقط نفذت التزاماتها من اصل مائة وستين دولة . وبالطبع كان ذلك غير كاف، ومن دون شك ان تضافر التداعيات الاقتصادية والسياسية لجائحة كورونا وحرب اوكرانيا لم تسهل المهمة. 

بيد ان المعنيين والمدافعين عن البيئة لا يسلموا بهذا التراجع ، وهم يراهنون في المقابل على دول صاعدة وهامة مثل أستراليا وكوريا الجنوبية والبرازيل وإندونيسيا ، لأن تنفيذها لالتزامات جديدة ستجعل من الممكن تجنب أقل من 1٪ من توقعات الانبعاثات العالمية لعام 2030. 

إنها معركة سباق مع الزمن من اجل الحياة على كوكبنا.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية