خبر وتحليل

من وحي القمة العربية بالجزائر

نشرت في:

تعقد في العاصمة الجزائرية يوم الثلاثاء المقبل القمة العربية وذلك في سياق وضع إقليمي ودولي تتزايد فيه الصراعات. وكما هو الشأن في كل قمة عربية، يبدو من الصعب الحديث عن رهانات أو عن مشاريع جديدة أو توجهات حقيقية باتجاه التعاون المشترك. فقد جرت العادة أن تلهث الجامعة العربية من خلال قممها من أجل تحقيق المصالحة البينية وقلما شهدت قمة ما تحولات كبرى من أجل تعاون عربي حقيقي.

الجلسة الافتتاحية للاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب في 29 أكتوبر 2022 في العاصمة الجزائرية  ، قبل قمة رؤساء الدول العربية
الجلسة الافتتاحية للاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب في 29 أكتوبر 2022 في العاصمة الجزائرية ، قبل قمة رؤساء الدول العربية © أ ف ب
إعلان

هذه المرة في الجزائر سوف لن يشذ العرب على القاعدة وقد يكون الرهان الأهم هو تخفيف وقع السياق الإقليمي والدولي على العلاقات البينية. في هذا السياق قد تلقي بعض الملفات بضلالها ولو بشكل ضمني على أعمال القمة مثل مسألة التطبيع ثم العلاقة مع سوريا وكذلك العلاقة مع إيران.

مسألة تطبيع علاقات بعض البلدان العربية مع إسرائيل يطرحها الواقع العربي غير المعلن بين بلدان عرفت تاريخيا برفضها للتطبيع، مثل الجزائر وسوريا والبلدان التي طبّعت مؤخرا مثل السعودية والإمارات. ويبدو أن هذا الأمر قد طرح بقوة مما دعى الجزائر إلى تطمين الرياض بأنه لن يتم الحديث فيه. وهذا مثال على أن العمل العربي المشترك يبقى دائما يكرر نفسه محكوما بهوس تلافي التصدعات أكثر منه مجهودا لتطوير التعاون العربي أو تطوير مؤسسة الجامعة العربية.

الملف السوري بدوره يطرح نفسه بالرغم من عدم مشاركة بشار الأسد في الجزائر. وسوف تحاول القمة العربية إيجاد حل لمعضلة عودة سوريا بعضويتها كما كانت خاصة وأن بوادر انفتاح البلدان الخليجية على دمشق قد تعددت مؤخرا. فمن خلال الحالة السورية ايضا يتواصل لهث الجامعة العربية وراء لمّ الشمل ووراء وإطفاء نار الحرائق.

غير أن الملف السوري لا يطرح بمعزل عن ملف آخر أكثر تعقيدا وهو الملف الإيراني. فعلاقة سوريا القوية بإيران تزعج إلى حد كبير المملكة السعودية. وربما هذا ما يدفع هذه الأخيرة على إعادة سوريا للصف العربي. وهو رهان صعب التحقيق بالنظر إلى توثق العلاقات الإيرانية السورية في السنوات الأخيرة بشكل أعمق مما يمكن أن تطرحه البلدان العربية الخليجية وعلى رأسها السعودية.

ربما غير هذه الملفات ما سيطرح على القمة مثل موضوع الطاقة والتجاذب الغربي الروسي. لكننا نعتقد أن واقع التشتت العربي سيبقى المادة الأساسية في اجتماع الجزائر. هكذا تبدو الجامعة العربية منذ نشأتها قد بعثت للتنسيق وخاصة لتفادي الصراعات بين مكوناتها أكثر منه إطارا لتطوير العمل المشترك وتنمية المواطن العربي.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية