خبر وتحليل

الذكاء الاصطناعي ومآلات الثورة الرقمية

نشرت في:

كشفت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المستخدمة في نسخ الأعمال التاريخية المجهولة في أرشيف المكتبة الوطنية الإسبانية عن جوهرة مكنونة، هي مسرحية لم تكن معروفة فيما مضى لأحد أعظم الكُتَاب المسرحيين الكلاسيكيين ويعود تاريخها الى القرن السادس عشر.

لجأت OpenAI إلى خدمات شركة كينية مع يد عاملة  بأجور بخسة وساعات عمل طويلة و تأثير نفسي ضار، للإشراف على ملايين البيانات لتهذيب الذكاء الاصطناعي  ChatGPT
لجأت OpenAI إلى خدمات شركة كينية مع يد عاملة بأجور بخسة وساعات عمل طويلة و تأثير نفسي ضار، للإشراف على ملايين البيانات لتهذيب الذكاء الاصطناعي ChatGPT © generated by Dall-E 2/OpenAI
إعلان

وحقق الذكاء الاصطناعي قفزة كبيرة في العام المنصرم، مع إطلاق برنامج ChatGPT  في 30 نوفمبر بواسطة شركة Open AI ومقرها سان فرانسيسكو. وفي ديسمبر الماضي، قدرت الشركة أن لديها بالفعل أكثر من مليون مستخدم.

كل هذا التطور وتزايد استخدام الروبوت في كافة المجالات والتنافس المفتوح بخصوص الرقائق الالكترونية دفع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقول: " الذكاء الاصطناعي هو المستقبل، ليس فقط لروسيا، ولكن للبشرية جمعاء. إنه يأتي بفرص هائلة، ولكن أيضًا بتهديدات يصعب التنبؤ بها.. من يصبح قائدًا في هذا المجال سيحكم العالم ".

ومن هنا تبقى الولايات المتحدة الاميركية هي الرائدة والمتحكمة باهم برامج الذكاء الاصطناعي والسيطرة على كبرى الشركات المشغلة للانترنت وتليها الصين، ويترك ذلك السباق مفتوحا من دون اهمال مخاطر التحكم في قرار العالم الرقمي.

واللافت ان عدة مدارس في نيويورك منعت طلابها من الوصول إلى برنامج ChatGPT، والذي يحاكي الكتابة البشرية بكفاءة ملفتة للنظر.

ومما لا شك فيه ان هذا الذكاء الاصطناعي والمبالغة في استخدام التقنية الرقمية سيؤديان لخلل على حساب الذكاء الطبيعي وسيطرح ذلك اشكالية تفوق الآلة على الانسان والمخاطر الناجمة عن تداعيات هذا التفلت.

على صعيد أشمل، يعتقد منظّر الإعلام والإنترنت الهولندي خيرت لوفينك أنّنا " قد نشهد نهاية الإنترنت، او ما يمكن تسميته نهاية العالم الرقمي".

ويعيد هذا الخبير مخاوفه الى امكانية " نهاية حلم الإنترنت المفتوح والعالمي واللامركزي الذي يتم استبداله شيئاً فشيئاً بتطبيقات الهواتف الذكيّة، والتي تقيّد حرية التعبير".

وفي هذا الصدد لا يمكن اغفال هيمنة عمالقة التكنولوجيا (أمثال "ميتا" و"غوغل" وغيرهم)، بالإضافة إلى خضوع الإنترنت لسيطرة متزايدة من الدول.

وفي لحظة اصبح فيها العالم في حالة تبعية لمنصات واسعة النطاق واستخدامات التكنولوجيا الرقمية، يبرز خطر الادمان والارتهان لان " عمالقة التكنولوجيا يستخدمون تقنيات ماكرة لجعلنا نزور مواقعهم لأطول فترة ممكنّة".

بالرغم من كل التقدم بفضل الثورة الرقمية، يبقى كل ذلك هشا ومرتهنا بسيطرة عمالقة التكنولوجيا وقرارات الدول. ومهما كانت قوة الذكاء الاصطناعي يبقى انتشاره مرهونا باختيارات بشرية وتوسعه من دون قيود له محاذيره وانتشاره رهن بارادة من اطلقه والقيمين عليه.

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية