رفقاً بأرضنا

ثروات طبيعية عربية تٌدار بشكل سيئ: حال السمك في موريتانيا وشجرة الأرز المغربية والموارد المائية في المنطقة العربية برمّتها

نشرت في:

في العالم العربي لايزال قطاع الصيد البحري بالنسبة إلى البلدان التي لديها سواحل بحرية يعاني من مشاكل كثيرة سنسعى إلى التطرق إليها من خلال المثل الموريتاني. وفي الوقت ذاته، لاتزال العلاقة العضوية بين الموارد المائية وإنتاج الغذاء والطاقة ضعيفة في البلدان العربية برغم أهميتها بالنسبة إلى منظومة التنمية المستدامة. كما لا تزال العناية بالأشجار دون المستوى المطلوب في العالم العربي بالقياس إلى أدوارها المتعددة في التنوع الحيوي وفي الحفاظ على البيئة وفي تحسين ظروف سكان الغابات الاقتصادية والاجتماعية.

الصيد البحري التقليدي في موريتانيا قطاع لايزال مهمشا
الصيد البحري التقليدي في موريتانيا قطاع لايزال مهمشا © ويكيبيديا
إعلان

هذه المواضيع الثلاثة التي نتطرق إليها اليوم في هذا البرنامج الأسبوعي نستهلها بملف الثروة السمكية في موريتانيا. أما ما جعلنا نهتم في هذا السياق بالمثل الموريتاني فهو أن موريتانيا بلد غني بحق بثروته السمكية المتنوعة ولكن الموريتانيين لا يستفيدون من هذه الثروة لأسباب يتوقف عندها السيد محمد الأمين الوافي رئيس منظمة حماية البيئة والعدالة الاجتماعية في موريتانيا. ويمكن حصر أهم هذه الأسباب في عدم إشراك الصيادين الذين يمارسون نشاطهم بشكل تقليدي في إدارة هذه الثروة على نحو يسمح لهم بتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية. ومن الأسباب الأخرى التي تكمن وراء عدم توظيف قطاع الصيد البحري في منظومة التنمية المستدامة حسب السيد محمد الوافي عدم تطوير صناعات غذائية وطنية انطلاقا من قطاع الصيد البحري غير التقليدي وإقامة شراكات بين الدولة الموريتانية ودول أجنبية منها الصين واليابان همّها الأساسي استغلال الثروة السمكية الموريتانية المتعددة لفائدة هذه الدول ولمجموعة صغيرة من الموريتانيين على حساب مبادئ التنمية المستدامة وحق غالبية الموريتانيين في الاستفادة من موادهم الطبيعية.   

شجرة الأرز المغربية ضحية التغير المناخي والاستغلال المفرط

 أصبحت انعكاسات التغير المناخي على الثروات العربية الغابية سلبية في كثير من الأحيان. وهذا مثلا حال شجرة الأرز في المملكة المغربية. وكانت هذه الشجرة حتى الآن تنعم بنسبة رطوبة عالية جدا هي بحاجة إليها لتنمو نموا طبيعيا وسلميا. وما كان يسهل على شجرة الأرز المغربية هذا الأمر أنها تنبت في مرتفعات مكسوة أحيانا بالثلوج وتنزل فيها الأمطار بانتظام بكميات كبيرة.

 ولكن فترات الجفاف التي أصبحت تطول أكثر من اللزوم في الجبال التي تؤوي هذه الشجرة بسبب التغير المناخي انعكست سلبا على شجرة الأرز وبيئتها الطبيعية التي نجد فيها القرد الأطلسي. والحقيقة أن هذا الحيوان غدَا هو الآخر ضحية فترات الجفاف الطويلة مما انعكس سلبا على أمنه الغذائي. وهذا ما جعله يُضطر إلى إزالة لحاء الأرز بحثا عن مواد يتغذى عليها ويجدها تحت اللحاء. ولكن تكرر هذه العملية بالإضافة إلى عوامل كثيرة أخرى منها قطع أشجار الأرز بشكل غير مقنن لتحويلها إلى أثاث منزلي راق  أمر ساهم  إلى حد كبير في إضعافها كما يقول السيد محمد الإفريقي الأستاذ الجامعي المتخصص في البيئة وعضو الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة ومنسق الائتلاف في جهة مراكش-آسفي.

ويلح محمد الإفريقي كثيرا على ضرورة تعزيز المقاربات التنموية الجديدة في مجال استغلال ثروات الغابات لإنقاذ شجرة الأرز التي هي جزء من هوية جبال الأطلس المغربية وكذلك سكان هذه الجبال. وتقوم هذه المقاربة بشكل خاص على إشراك هؤلاء السكان في حماية التنوع الحيوي داخل بيئات الغابات التي تنمو فيها شجرة الأرز وفي استغلالها بشكل رشيد وعلى نحو يُنَشِّط الدورة الاقتصادية المحلية ويحسن أوضاع السكان الاجتماعية.

شجرة الأرز المغربية مهددة بالقطع الجائر والتغير المناخي
شجرة الأرز المغربية مهددة بالقطع الجائر والتغير المناخي © فرانس 24

الماء والغذاء والطاقة في العالم العربي

لماذا تظل العلاقة بين الماء وإنتاج الغذاء والطاقة ضعيفة في العالم العربي ولماذا ينبغي تعزيزها؟ هذان السؤالان طرحناهما على الدكتور فادي قمير رئيس المجلس الحكومي للبرنامج الدولي الهيدرولوجي في منظمة اليونسكو ورئيس المتوسط المستدام.

يرى الدكتور فادي قمير أن هناك عوامل كثيرة تدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى لتعزيز العلاقة العضوية بين الموارد المائية من جهة والغذاء من جهة أخرى من أهمها تزايد الضغوط على المواد المائية من قبل قطاعات حيوية في مقدمتها القطاع الزراعي الذي يستوعب لوحده أكثر من ثلاثة أرباع الموارد المائية العذبة المتوفرة. ومن هذه العوامل أيضا احتداد مشكلة شح المياه بسبب انعكاسات التغير المناخي على مستوى منسوب المياه المطرية وعلى نسب تبخرها.

ويلح الدكتور فادي قمير على ضرورة تعزيز الزراعات التي تستهلك موارد مائية أقل وتثبت أمام الملوحة وفترات الجفاف الطويلة وتساهم في تأمين الأمن الغذائي العربي. ويدعو في الوقت ذاته إلى تطوير مصادر الطاقات الجديدة والمتجددة لأنها قادرة على مساعدة العرب على ترشيد استخدام الموارد المائية وعلى تعزيز مفهوم الأمن الغذائي كما وكيفا وعلى المستوى الصحي أيضا.

نظام الري بالغمر مستَخدم في العالم العربي ولكنه مسرف في استهلاك المياه
نظام الري بالغمر مستَخدم في العالم العربي ولكنه مسرف في استهلاك المياه © ويكيبيديا

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية