رفقاً بأرضنا

بعض الأرقام المخيفة في علاقة البيئة بالصحة في البلدان العربية

نشرت في:

ثمة أمل لدى واضعي تقارير المنتدى العربي للبيئة والتنمية والمطلعين عليها في العثور على أرقام تؤكد بالحجة والبينة أن البلدان العربية قد انخرطت بحق بشكل عملي وهادئ ورصين ومدروس في منظومة التنمية المستدامة. ولكن هؤلاء وأولئك يلاحظون انطلاقا من الأرقام الواردة في تقرير المنتدى السنوي الثالث عشر الصادر يوم العاشر من شهر نوفمبر – تشرين الثاني عام 2020 أن هذه الأرقام تخلص -على غرار أرقام تقارير سابقة- إلى أن الأداء العربي في مجال توطيد العلاقة العضوية بين صحة البيئة وصحة الإنسان لا يزال دون المستوى المطلوب.

العلاقة بين صحة الكرة الأرضية وصحة الإنسان علاقة عضوية
العلاقة بين صحة الكرة الأرضية وصحة الإنسان علاقة عضوية © المنتدى العربي للبيئة والتنمية
إعلان

يتضح مثلا من خلال إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن عدد الوفيات المبكرة الناتجة في العالم العربي عن أسباب واعتبارات لديها علاقة بالبيئة ما نفك يزداد. بل إن نسبة الوفيات المنسوبة إلى هذه الأسباب تصل إلى ثلاثة وعشرين في المائة من مجمل الوفيات المسجلة في العالم العربي. وهذا ما أكد عليه نجيب صعب أمين عام المنتدى العربي للبيئة والتنمية خلال اليوم الأول من فعاليات المؤتمر الدولي الافتراضي حول الصحة والبيئة في البلدان العربية والذي التأم يومي العاشر والحادي عشر من شهر نوفمبر –تشرين عام 2020.

 

ولا بأس أن نستعرض هنا بعض الأرقام الأخرى التي تصب كلها في مصب واحد هو تقصير البلدان العربية في الانطلاق من مبدأ ترابط علاقة الصحة البيئية بالصحة البشرية وفي التحرك بشكل جاد  لتعزيز هذه العلاقة على نحو يسمح بالحفاظ على الصحة البشرية والبيئية في الوقت ذاته. ففي ما يخص الموارد المائية، يلاحِظ واضعو التقرير أن 50 مليون شخص محرومون في البلدان العربية من الكميات الدنيا من مياه الشرب حسب مواصفات الحدود الدنيا الصحية وأن 74 مليونا عربيا لا يحصلون على الخدمات الدنيا المتصلة بالتخلص من مياه الصرف الصحي بطرق تأخذ في الحسبان صحة البيئة والإنسان. بل إن تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية حول الصحة والبيئة في البلدان العربية يؤكد أن تسعة منها فقط تتحرك في الاتجاه الصحيح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجال إدارة المياه الصالحة للشرب ومياه الصرف الصحي.

 

و في ما يخص تلوث الهواء ولاسيما في المدن العربية، يلاحظ واضعو التقرير أن للعالم العربي مكانة مهمة في قائمة المدن العشرين الأكثر تلوثا في العالم، بالإضافة إلى أن نسبة تلوث الهواء في البلدان العربية تتجاوز بخمس مرات إلى عشر الحدود التي وضعتها منظمة الصحة العالمية بهذا الخصوص.

 

وبشأن مشكلة النفايات كما تُطرح الوم في البلدان العربية، يشير تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية السنوي الثالث عشر إلى أن 53 في المائة من هذه النفايات يتم التخلص منها بشكل عشوائي وبطرق غير صحية. وإذا كانت المياه العربية القريبة من سواحل البحار المحيطة بالعالم العربي بشكل مباشر أو غير مباشر لا تزال مكبا لمياه الصرف الصحي، ولنفايات صلبة لديها انعكاسات سلبية جدا على البيئة البحرية وعلى الصحة البشرية عبر السلسلة الغذائية، فإن نسبة ارتفاع  الوفيات المبكرة المتوقع حصولها في البلدان العربية بسبب التغير المناخي، قدَّرها واضعو التقرير بثلاثة في المائة في حال ارتفاع معدل درجات الحرارة بدرجة واحدة في عضون العقود الثمانية المقبلة علما أن خبراء المناخ يتوقعون أن يتجاوز هذا المعدل درجيتين اثنتين على الأقل  في المنطقة العربية وعدة مناطق أخرى.

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية