دعا مؤلفو تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية بشأن الصحة والبيئة في البلدان العربية في ختام المؤتمر الدولي الافتراضي الذي عقد حول الموضوع يومي العاشر والحادي عشر من شهر نوفمبر -تشرين الثاني 2020 لضرورة تعزيز العلاقة العضوية بين الصحة البيئية والصحة البشرية. وقد سمحت النقاشات التي حصلت خلال هذا المؤتمر بالخروج بجملة من التوصيات التي يمكن فعلا اعتمادُها من قِبل المنتجين والمستهلكين ومنظمات المجتمع المدني وصانعي السياسات التنموية المحلية والوطنية والاهتداءُ بها لتعزيز هذه العلاقة بشكل مستدام.
ويتضح من خلال هذه التوصيات أن هناك مبادرات عدة يمكن القيام بها على المستويين الفردي أو الجماعي وعلى نحو يساهم فعلا في الحد من الإساءة إلى الصحة البيئية والبشرية في الوقت ذاته ومنها مثلا تلك التي تتعلق بإدارة النفايات. فهذا الملف يَطرح في البلدان العربية مشكلة ذات جوانب متعددة بالنسبة إلى البيئة وإلى الصحة البشرية ويتسبب في أمراض كثيرة. وبإمكان تعديل هذه المقاربة رأسا على عقب عبر سلوكيات فردية وإجراءات جديدة تُتخذ على مستوى صانعي السياسات. فالمستهلكون قادرون دون عناء كبير على التخفيف من كميات النفايات المنزلية عبر عدة طرق منها مثلا عدم إهدار الغذاء وتحويل جزء منها إلى سماد عضوي وفرز ما يتم التخلص منه ووضعه في مكبات خاصة به لا بشكل عشوائي وغير صحي. وهذه الحلقة تظل ضعيفة في العالم العربي بينما تتعزز يوما بعد آخر في البلدان المتقدمة.
وفي العالم العربي، لايزال أداء الفرد والمجموعة في ما يتعلق بتنقية أجواء المدن من التلوث ضعيفا والحال أنهما قادران على ذلك عبر طرق متعددة منها إيلاء الخضرة والاخضرار حيزا مهما لاسيما في الأوساط الحضرية. ولقائل أن يقول إن الأمر ليس سهلا بسبب تزايد الضغوط على الموارد المائية في البلدان العربية واحتداد مشكلة ندرتها. ومع ذلك فثمة تجارب ومبادرات عديدة نجح أصحابها في بلدان غير عربية في تنقية أجواء المدن عبرها من تلوث هوائها رغم ندرة المياه. ولوحظ أن ما يميز جانبا كبيرا من هذه التجارب أنها تقوم على الابتكار والمعلومة العملية العلمية التي تصلح مثلا لغرس نباتات على الجدران وعلى الأسطح وفي شرفات المنازل لديها دور كبير تنقية الهواء من التلوث وتلطيفه.
ومن الحلقات الأخرى التي تحتاج إلى تعزيز في العلاقة بين البيئة والصحة على مؤسسات الدولة في البلدان العربية ضعفُ الثقافة المتصلة بالصحة العامة في مراحل التعليم الابتدائي والثانوي وعدمُ إدراج المنظومة الصحية البيئية في السياسات الصحية العامة. ولعل أهم الحلقات المفقودة اليوم في علاقة البيئة بالصحة العامة في البلدان العربية، تلك تتعلق بانعكاسات التغير المناخي الصحية على البيئة وعلى الإنسان من خلال عدة ظواهر منها مثلا ظاهرة الكائنات المستوطنة أو الغازية التي تتجلى على سبيل المثال في البلدان العربية عبر دخول حيوانات ونباتات جديدة إلى البيئات العربية لا يمكن مواجهتها والتصدي للأضرار الاقتصادية والاجتماعية التي تتسبب فيها إلا من خلال التعاون الثنائي والإقليمي والدولي.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك