رفقاً بأرضنا

كيف تساهم "الزراعة الذكية " في تعزيز التنمية المستدامة أو في الإساءة إليها؟

نشرت في:

ثبت من خلال تجارب كثيرة في البلدان النامية أن تمكين المزارعين الشبان من استخدام أدوات ما يسمى " الزراعة الذكية" من شأنه أن يساعدهم على رفع الإنتاج والإنتاجية على نحو يسمح لهم بتحسين أوضاعهم الاجتماعية وبضخ نفس جديد في الدورة الاقتصادية الزراعية المحلية في إطار الاقتصاد التضامني أي ذلك الذي يراعي الاعتبارات الاقتصادية المحلية ومبادئ التنمية المستدامة. ولكن منظمات المجتمع المدني التي تعنى على المستوى المحلي بالتنمية المستدامة لاحظت خلال السنوات الأخيرة أن هناك تجارب متزايدة تعتمد على الزارعة الذكية ولكن أصحابها يريدون توظيفها لفائدة منوال الزراعة المكثفة لأغراض لا علاقة لها بالأمن الغذائي وبمقتضيات الحفاظ على الموارد الطبيعية.

الطائرة بدون طيار وسيلة من وسائل " الزراعة الذكية " لنثر البذور أو لسقي المزروعات من السماء
الطائرة بدون طيار وسيلة من وسائل " الزراعة الذكية " لنثر البذور أو لسقي المزروعات من السماء © rfi - إذاعة فرنسا الدولية
إعلان

 

ويعترض الناشطون في منظمات أهلية كثيرة اليوم على مبدأ تعزيز " الزراعة الذكية" لأنهم يرون أن هذا الشكل من أشكال النشاط الزراعي يعتمد كثيرا على أموال ومهارات لا يملكها أغلب الذين يمارسون " الزراعة الأسرية". كما يرون فيه شكلا مُقَنَّعا للزراعة المكثفة. ويقولون مثلا إن شركة " مونسانتو" العالمية المنتمية إلى التحالف الدولي الذي يدافع عن " الزراعة الذكية" والمتخصصة في إنتاج الأسمدة الكيميائية والترويجِ لها في العالم لا يمكن أن تكون صديقة لصغار المزارعين لأن كل همها مُنصبّ على التحكم فيهم بكل الطرق حتى يستخدموا منتجاتها من الأسمدة والبذورٍ بصرف النظر عما إذا كانت هذه المنتجات تخدم الأمن الغذائي والأمن الصحي.

 وتوصف هذه الزراعة بـ" الذكية" لأنها تستخدم فعلا التكنولوجيا الحديثة لترشيد استخدام الموارد الطبيعية ولاسيما المياه، وكذا الشأن بالنسبة إلى استخدام الأسمدة الكيميائية. ويقول المدافعون عنها مثلا إن استخدام هذه الأسمدة بشكل مكثف مكلف من جهة ويلحق أضرارا فادحة بالبيئة والصحة من جهة أخرى. أما الاعتماد فقط على الزراعة العضوية التي لا تَستخدم مبدئيا أي سماد كيميائي فهو توجه غير منطقي تماما -حسب المدافعين " عن الزراعة الذكية" -لأنه لا يسمح بمفرده بتلبية حاجات السكان الغذائية المتزايدة. 

وهذه الحجة كانت أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت منظمة الأغذية والزراعة العالمية " الفاو" تعتمد في عام 2010 هذا الشكل من أشكال الزراعة أي ما يوصف بـ" الزراعة الذكية ". وأوضحت المنظمة الدولية آنذاك أن من أهدافه الأساسية رفعَ الإنتاج بشكل مستدام والتكيفَ مع الظروف المناخية وخفضَ الغازات المتسببة في ظاهرة الاحترار وتحسينَ الأمن الغذائي والمساهمةَ في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وفي شهر سبتمبر-أيلول عام 2014، تشكل تحالف دولي للدفاع عن "الزراعة الذكية " في نيويورك على هامش قمة خصصت للمناخ أشرفت عليها منظمة الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الوقت، يحرص المنتمون إلى هذا التحالف على الترويج لفكرة توسيع نطاق استخدام هذا الشكل من أشكال الزراعة.

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية