بدأت تجارب " المزارع العمودية " مع بداية القرن الحادي والعشرين وأصبح نطاق هذه التجارب يتسع قبل عشر سنوات خلت. وآخر هذه المزارع التي أطلقت خلال الشهر الأخير من عام 2020 تلك التي تقف وراءها مؤسسة دانماركية ناشئة تسمى " نورديك هارفيست". وقد أقيمت هذه المزرعة في أحد المستودعات المهجورة الواقعة قرب العاصمة كوبنهاجن. وتبلع مساحة المزرعة الجديدة سبعة آلاف متر مربع.
صحيح أن مساحة هذه المزرعة شبه الحضرية الدانماركية الجديدة أقل من هكتار واحد وبالتالي فإنه ينظر إليها بحسب مفهوم الزراعة التقليدية باعتبارها مزرعة صغيرة.
ومع ذلك فإن مطلقيها يدرجونها في دائرة المزارع العمودية الكبيرة في القارة الأوروبية لأن مساحتها الحقيقية تقاس بالمترات المكعبة لا بالمترات المربعة. ويتجلى ذلك في ما يخص هذه المزرعة العمودية الدانماركية من خلال طوابقها الأربعة عشر والتي يبلغ ارتفاعها عشرة أمتار عن قاع المستودع الذي أقيمت فيه. وهي قابلة للارتفاع أكثر.
ومن خاصياتها الأخرى أنها مجهزة بعشرين ألف فانوس من الفوانيس الخضراء أي التي تستهلك كميات قليلة من الطاقة. وإذا كانت الدانمارك تلبي حاجاتها من الطاقة الكهربائية بالاعتماد على الطاقة المولدة من الرياح بنسبة 40 في المائة، فإن المزرعة العمودية التي أطلقت في الشهر الأخير من عام 2020 في ضواحي كوبنهاجن تلبي حاجاتها من الطاقة الكهربائية المولدة من الرياح بنسبة مائة في المائة.
وهذه المزرعة مجهزة أيضا بروبوتات تساعد العاملين فيها على القيام بعدة عمليات متصلة بالنشاط الزراعي في المزارع العمودية منها التهوية والسقي وغرس المزروعات التي تشمل نباتات عطرية وخضرا وعددا من الفواكه. وقد حرص مطلقو هذه المزرعة على أن تُجمع محاصيلها بمعدل خمس عشرة مرة على امتداد فصول السنة وبكميات تبلغ ألف طن كل عام.
وما يرغب مطلقو المزارع العمودية في التأكيد عليه أيضا أن هذا النمط الزراعي الحديث الذي انتشر في السنوات الأخيرة بقوة في الأوساط الحضرية الآسيوية وفي الولايات المتحدة الأمريكية لديه فوائد كبيرة بالنسبة إلى سكان المدن الكبرى وضواحيها.
فهو نمط يتم الاعتماد فيه على الموارد الطبيعية بشكل يقوم على الترشيد. ومنتجات هذا النمط الزراعي يحصل عليها المستهلك بسرعة وهي طازجة لأن نقلها من مثل هذه المزارع يتم على مسافات قصيرة جدا بينما تقطع منتجات أنماط زراعية أخرى مسافات طويلة تبلغ أحيانا آلاف الكيلومترات.
أضف إلى كل ذلك أن تلبية جزء من حاجات سكان المدن الكبرى الغذائية عبر المزارع الأفقية والعمودية شبه الحضرية تساهم في الحد من تحويل كثير من المساحات المكسوة بالغابات في المناطق الريفية إلى مزارع.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك