يواصل "قصر الوطن" الذي يعد أكبر القصور الرئاسية في الإمارات فتح أبوابه أمام الزوار، وإتاحة الفرصة للتعرف على التقاليد والثقافة التي شكلت دولة الإمارات، حيث يمكن للزوار الاطلاع على أدق التفاصيل المعمارية هناك من خلال أربع مجسمات مكعبة تظهر هذه التفاصيل وتنوع الأنماط والأشكال، حيث استوحيت ألوان جدران القصر من مياه الخليج ولونها الأزرق بالإضافة إلى اللون الأصفر المستوحى من الصحراء التي تعد جزءا من تضاريس الإمارات.
ويجسد قصر الوطن الذي استغرق بناؤه ثماني سنوات وافتتح في عام 2018 صرحاً حضارياً وثقافياً عبر أجنحته العالية التي تضم مجموعة من التحف والمخطوطات التاريخية التي تسلط الضوء على الإسهامات الإماراتية والعربية في مختلف مجالات الحضارة من علوم وفنون وآداب.
انطلقت جولتنا التي اصطحبنا محمد حجازى، مرشد الزوار، من القاعة الكبرى التي تعد قلب القصر، إذ تتميز بتصميمها الهندسي الذي يرمز بدوره إلى الاستقرار كونه مكان استضافة الزيارات الرسمية والاجتماعات.
وشملت الجولة زيارة عدة أجنحة حيث تضمنت جناح الهدايا الرئاسية الذي يضم مجموعة من الهدايا الرئاسية والدبلوماسية المقدمة إلى دولة الإمارات والتي تسلط الضوء على عرف تبادل الهدايا بين دول العالم، بالإضافة إلى جناح المائدة الرئاسية التي يتم فيها تقديم الولائم في المناسبات الرسمية، بجانب قاعة روح التعاون المهيئة لاستضافة الاجتماعات والقمم الرسمية المهمة، وتضم هذه القاعة واحدة من أكبر الثُريات حول العالم، حيث يبلغ وزنها 12 طناً وتتكون من 3 طبقات، وتحتوى على 350 ألف قطعة من الكريستال.
كما تضمنت الجولة أيضا جناح بيت المعرفة الذي يضم قاعة المعرفة و مكتبة القصر التي تحتوي على أكثر من 50,000 كتاب و1900 كتاب، كما تحتوي على 16 مليون مادة متنوعة يمكن الوصول إليها إلكترونيا من أي مكان داخل دولة إمارة أبوظبي.
ويعرض جناح بيت المعرفة المساهمات العربية في مجال المعرفة الإنسانية في عصر التنوير الذي يعرف بالعصر الذهبي العربي والذي كان بمثابة الطريق نحو عصر النهضة الأوروبية بالإضافة إلى أول خريطة عصرية للجزيرة العربية من عام 1561 والتي رسمها الإيطالي جياكومو جاستالدي من خلال استخدام المعلومات التي جمعها المستكشفون البرتغاليون ويعتقد بأنها أول خريطة تحمل اسم إمارة أبوظبي
ويقع قصر الوطن ضمن مجمع قصر الرئاسة بأبوظبي على مساحة 380 ألف متر مربع حيث استغرق بناء القصر 150 مليون ساعة، وتم تصنيع أبوابه من خشب القيقب الصلب والذي تم اختياره نظراً لمتانته ولونه الفاتح والمحلاة بالذهب الفرنسي عيار 23 قيراطا فيما تم نقش الرسوم على الأبواب يدوياً واستغرق صنع كل باب 350 ساعة.
سمير أحمد
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك