الهجرة غير الشرعية مستمرة من طرابلس في شمال لبنان، وقوارب الموت تنقل الركاب الى المجهول هربا من وطن لم يعد فيه أدنى مقومات العيش.
في بلد يمر بأزمة صنفها البنك الدولي بواحدة من أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ أواسط القرن التاسع عشر، تتزايد محاولات الهجرة غير الشرعية من لبنان باتجاه دول أوروبيّة في ظلّ تدهور غير مسبوق للأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة وارتفاع معدّلات الفقر.
والهجرة غير الشرعية تتمثّل بمغادرة الأراضي اللبنانيّة عبر قوارب أو مراكب صغيرة تنطلق من شواطئ لبنان، أُطلق عليها "قوارب الموت" وخصوصا من عاصمة الشمال طرابلس، حيث وصل معدل الفقر الى اثنين وثمانين في المئة.
من الميناء في طرابلس، ينطلقون باتجاه المجهول حاملين معهم بما تيسر عندهم من مال وغذاء.
وجهتهم يابسة تنسيهم مشقة العيش في وطن ندرت فيه فرص العمل مع ارتفاع معدل البطالة الى أكثر من أربعين بالمئة بحسب الأرقام المعتمدة. وبلغت نسبة التضخم مئة وثماني وسبعين في المئة في غضون عام.
ومع تزايد طالبي الهجرة الذين تخطى عددهم أربعمئة ألف لبناني في العام الفين وواحد وعشرين، ازدهرت شبكات تهريب المهاجرين غير الشرعيين. وأصبح أبو وليد واحدا من منظمي رحلات تهريب طالبي الهجرة، بينما يعتبر هو نفسه مقدم خدمات وحامي الزبائن مقابل أجر كما يقول.
المهربون معروفون وهم من الجنسية اللبنانية، ومن أبناء المنطقة والسفر مضمون مئة في المئة.
وقال ماهر، أحد اللبنانيين الذين لم يكلموا رحلة الهجرة إلى ألمانيا مع زوجته وأولاده، بأنه باع كل ما يملك، وما أن وصل القارب الصغير إلى اليونان، حتى تعرضت لهم عصابة سلبتهم كل ما بحوزتهم وأجبروا على العودة الى لبنان.
كما يؤكد المهندس في بلدية طرابلس عامر حداد أن الهجرة غير الشرعية من طرابلس لا تقتصر على اللبنانيين فقط، إنما تشمل أيضا اللاجئين السوريين الذي ضاقت بهم سبل العيش.
وفي حين أن شركات الشحن في طرابلس وهيئة الكوارث تكافحان الهجرة غير الشرعية، فإن ستين في المئة من سكان منطقة الشمال ومن طربلس خصوصا يفضلون مغادرة المنطقة بدل الموت جوعا كما يقولون.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من تفشي هذه الظاهرة وطالبت الحكومة اللبنانية باتخاذ إجراءات فاعلة ولكن من دون جدوى.
{{ scope.legend }}
© {{ scope.credits }}الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك