"بصيص أمل " هو شعارُ عرضِ باليهٍ أقيم علِى مسرحِ مدينةِ الفنونِ والثقافةِ (السندباد لاند) في بغداد، ضم العرضُ أكثرَ من عشرين راقصةً قدَّمنَ عروضا متعددةً كما تخللَ العرضَ المزجُ بين الآلاتِ الشرقيةِ والغربيةِ لتقديمِ معزوفةٍ خاصةٍ لاقت استحسانَ الحاضرين.
بأجسادِهنّ الممشوقةِ وسيقانِهِن الطويلةِ النحيلةِ، تطايرنَ كفراشاتٍ على أرضِ المسرحِ، تؤدينَ رقصاتٍ مختلفةً على أنغامٍ متعددةٍ وكأنهنَّ تخلصْنَ من كلِ الأعباءِ التي تكبلهنّ. رسالةٌ أرادت مجموعةٌ من راقصاتِ الباليه إيصالَها الى جمهورٍ عريضٍ حضر عرضَهَنَّ وكان مستمتعا مشجعا لهن بالتصفيقِ تارةً وإطلاقِ عباراتٍ تدلُ على ذلك تارةً أخرى.
ليزان سلام، مؤسسةُ العرضِ ومدربةُ الباليه، تقول بإنها تحلمُ بتأسيسِ فرقةٍ وطنيةٍ لراقصاتِ البالية، وأن تحتضنَ هذه الفرقةَ جهةٌ رسميةٌ لتستطعنَّ تمثيلَ العراقِ عالميا وتضيف: "لقد تعبت فعلا بجمع الفتيات وتدريبهن، ولكنني لا أشعر بأن ذلك كافي. لا بد من وجود جهة تعمل على احتضانهن بصورة رسمية. لذلك أسعى الى تأسيس فرقة وطنية رسمية لراقصي الباليه، من كلا الجنسين ليحضر الناس ويشاهدوا عروضهم. كما أننا نحلم بتمثيل العراق عالميا".
وتقول بعد سحب تنهدية طويلة " أتمنى أن أحقق حلمي وأصل لما أريد ".
بالرغمِ من أن عرضَ الباليه المقدمَ حملَ شعارَ "بصيصُ أمل"، الا أن بعضَ العارضاتِ المشاركاتِ لم تكنَّ متفائلاتٍ جدا بأن المجتمعَ قد يتقبلُ طموحَهُنَّ كراقصاتِ باليه، منهن البالارينه بلسم أحمد التي قالت لنا :
" لدي أحلام كثيرة للمستقبل وبالتأكيد إذا تغير تفكير المجتمع، سأستمر بتحقيقها من العراق. ولكن إن لم يتغير، فأنا مضطرة الى مغادرته، وتحقيق ذلك في بلد آخر، لأن من يتقبل فن الباليه في العراق قليلون جدا بصورة عامة الفن وبصورة خاصة فن الباليه ".
حضر العرض الكثير من الفنانيين والمثقفين، لدعم العرض ومنهم الفنان القدير محمود أبو العباس، الذي كان له الفضل الأول في تقديم العرض بتهيئة كل المستلزمات الضرورية ليكون عرضا ناجحا. يقول لنا عن ذلك :
" كان يجب تقديم كل الدعم لهكذا عرض لإيصال رسالة مهمة جدا أن العراق مازال ينبض بالفن ومازال يعيش ويقدم عطاءات كبيرة ويحاول أن ينتشل هذا البلد من التجهيل ومحاولات طمس حضارته. أتمنى أن لا يكون آخر العروض وإنما بداية العروض لأنها بداية قوية بالنسبة لي، فقد قدمت تجربة ناجحة وأكثر من ناجحة ".
أغلب الفتيات المشاركات في العرض هن طالبات في مدرسة الموسيقى والباليه التي غير اسمها لاحقا الى مدرسة الفنون التعبيرية وهي مدرسة حكومية تابعة لوزراة الثقافة العراقية، وحتى مؤسسة العرض ليزان سلام كانت إحدى طالبات هذه المدرسة.
تقول أستاذة الباليه في مدرسة الفنون التعبيرية زينة أكرم " فخورة جدا بالإنجاز الذي قدم اليوم من طالباتنا فقد تمكن من الاعتماد على أنفسهن والتدرب لتقديم كل هذه العروض الرائعة، ولكن مع الأسف مدرسة الفنون التعبيرية التي ساهمت في خلق جيل يحترم ويقدس الفن ورسالته السامية تعاني من الاهمال، وهي بحاجة ماسه الى الدعم من اجل الاستمرار".
فتياتٌ بأعمارٍ مختلفةٍ حضرنَ العرضَ وبدت مستمتعاتٍ بما قُدِّمَ من رقصاتٍ مختلفةٍ ، بعضُهُنَّ تحدثْنَّ بأنهُنَّ تمنينَ لو كنَّ واحدةً من بينِ الراقصاتِ والعرض تقول لنا إحداهن :
" كنت اتمنى منذ طفولتي أن أكون راقصة باليه أو لاعبة جمناستك، ولكن طبيعة المجتمع العراقي حرمتني من تحقيق ذلك، ولكن ما شاهدته اليوم أرجع لي حلمي من جديد. لقد نقلنا العرض الى عالم آخر تماما كل شيء كان رائع وجميل".
تخللَ العرضَ عزفٌ على آلةِ البيانو التي قدمها العازف محمد رمزي. بالإضافةً الى تقديمِ عرضٍ موسيقي يمزجُ ما بين البيانو والعود. فطَرِبَ الجمهورُ واستمتعَ خاصةً وأن من شارك بتقديمِ العرضِ طفلٌ لايتجاوزُ الثانيةَ عشرةَ من عمرِهِ ولكنه عزفَ بشكلٍ جميل دفع الجمهور الى الوقوف والتصفيق مطولا وبحرارة.
{{ scope.legend }}
© {{ scope.credits }}الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك