الصحفيون الفلسطينيون بين رسالتهم المهنية والحفاظ على حياتهم

تسجل نقابة الصحفيين الفلسطينيين والمؤسسات الحقوقية شهرياً عشرات الانتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي. منذ بداية عام ٢٠٢٢ حتى شهر آب / أغسطس الحالي سجلت نقابة الصحفيين الفلسطينيين نحو ٥٠٠ انتهاك منها مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة في جنين. بالإضافة ل ٣٥ إصابة بالرصاص الحي وإصابات أخرى بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز والضرب والاعتقالات ومنع التنقل والتغطية وغيرها. 

قلق كبير على وجوه وفي نفوس كل من التقيتُ بهم من الزملاء الصحفيين، وخوف تفاقم وتصاعد بعد حادثة مقتل زميلتهم شيرين أبو عاقلة رغم التزامها بكل معايير السلامة المهنية، ما دعا البعض للالتحاق بتدريبات السلامة المهنية. زرت إحداها في مدينة جنين التي تشهد اجتياحات شبه يوميه للجيش الإسرائيلي. 

المدرّبان عمر نزال وبكر عبد الحق قدّما خلال يومَين طويلَين الكثير من الأسس المعتمدة دوليا للسلامة المهنية، وكيفية التفكير وتحديد المخاطر والتصرف في الميدان في مواقف متعددة.

شارك الصحفيون مخاوفهم وتساؤلاتهم ومواقف كثيرة تعرّضوا لها. حضروا فيديوهات متعددة، وتم تعريفهم بأسس الإسعاف الأولي بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.  

بعض الصحفيين يعملون لدى وكالات إعلام ومواقع صحفية محلية وآخرون يعملون كصحفيين أحرار freelancers. 

يذكر أن حصول الصحفيين على لباس واقٍ من الرصاص وحامٍ للرأس وقناع واقٍ من الرصاص يحتاج لتصريح وموافقة إسرائيلية. سعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بالتعاون مع مؤسسات دولية لتوفير بعض منها وتحرص على تقديم تدريبات السلامة المهنية ما أمكنها. ويبقى الأهم بالنسبة للصحفيين هو محاسبة مرتكبي الانتهاكات والجرائم بحقهم والتي عادة ما تكون موثقة من قبلهم، ليتمكّنوا من الحفاظ على حياتهم وممارسة عملهم الصحفي بأمان وحرية، كما تكفل هذا كل المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية. 

التدريب على السلامة المهنية في جنين قدّمه برنامج نساء في الأخبار في فلسطين التابع لمنظمة " وان ايفرا" منظمة الناشرين العالميين، بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين.