لم يكن يدري أبو العلاء المعري وقد صار عمره ألف عام - وشِعره وفلسفته وزهده وفكره - أن رأسه سيُقطع في إدلب وينصّب في باريس... ريبورتاج نبيل شوفان من مدينة مونتروي بضواحي العاصمة الفرنسية باريس.
وسط أجواء احتفالية رسمية وشعبية، حطّ تمثال يمثل رأس الشاعر والفيلسوف السوري أبي العلاء المعري رحاله في ساحة مونتروي بضواحي العاصمة الفرنسية بعد أن تم تدشينه من قبل نشطاء سوريين بالتعاون مع منظمة ناجون التي أطلقت المشروع وبلدية مدينة مونتروي التي استضافته في ساحة المدينة كمحطة أولى على طريق عودة منتظرة إلى مسقط رأس الشاعر في معرة النعمان في شمالي سوريا بعد أن تنتهي الحرب.
وبحسب بيان منظمة ناجون وبلدية مونتروي جاء تنصيب التمثال باعتبار المعري مثالاً ناصعاً للمثقف الكوني الحرّ، الذي لم يرتهن إلا لضميره الحيّ، وأيقونة انتظار السوريين للسلام والعدالة في بلدهم، رئيس بلدية مونترويباتريك بيساك قال في كلمته خلال تدشين النصب إن المعري أنار ليس فقط عقول العرب في زمنه بل إنه أنار عقولنا جميعا.
وكان وصل النصب إلى بلدة مونتروي، بعد رحلة استغرقت عدة أيام منطلقاً من مدينة غرناطة الإسبانية حيث نحتته أنامل النحات السوري عاصم الباشا من البرونز بوزن بلغ حوالي 1500 كغ، وبارتفاع تجاوز الثلاثة أمتار، وعلق النحات السوري عاصم الباشا على عمله قائلا، ليس لدي كلمات، كل ما أردت قوله يقوله هذا النصب، أرجوكم اقرأوا شيئا للمعري.
ولد المعري في معرة النعمان جنوبي إدلب هو شاعر وفيلسوف وهو صاحب المقولة الشهيرة لا إمام سوى العقل وقد لُقّب "رهين المحبسين فزهد الدنيا وامتنع عن الزواج واعتزل الناس كما اشتهر برسالة الغفران التي كتبها، وهذا العمل النحتي يأتي ردا على قطع متطرفين لرأس تمثال المعري في معرة النعمان عام 2013.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك