تعود المطالبة السنوية بالاحتفال باليوم العالمي لداء الباركنسون في 11 أبريل/نيسان إلى أنّ السبب المُحدّد الباعث على ظهور الشلل الرعاش ما زال مجهولا. أضف إلى أنّ عوامل الخطر المؤدّية لنشوب المرض ليست واضحة تماما إذ أن العامل الغذائي والعامل الالتهابي ليسا من محرّضات اندلاع المرض المُوكّدة. في حالات نادرة حينما يظهر داء الباركنسون لدى صغار السنّ ما دون 45 عاما، تكون العوامل الوراثية هي التي ورّطت الانسان بالإصابة الباكرة بالمرض.
في العموم، يعتبر داء الباركنسون من الأمراض العصبية التنكّسيّة التي غالبا ما تظهر ما بعد عام 65 سنة. حاليا يطال هذا المرض قرابة 10 ملايين إنسان عبر العالم.
تبنّت الجمعية الأوروبية لمرض الباركنسون زهرة الخزامى "الحمراء-البيضاء" كرمز تكريمي للطبيب البريطاني James Parkinson الذي تعرّف على الخصائص المرضية للشلل الرعاش وكتب حولها للمرّة الأولى في التاريخ عام 1817.
وفق اعتقادات غير محسومة، يتّهم علماء الأعصاب والدماغ البروتين Alpha-synucléine الذي يتواجد في دماغ البشر بأنّه يُشكلّ مع مرور السنين رُكَاما ساما ضمن الخلايا، تظهر على أثره العلامات المرضية الخاصّة بداء الباركنسون.
حاليا، تهدف العلاجات الدوائية المتوفّرة لمرض الشلل الرعاش إلى تعويض النقص الحاصل في إنتاج الدوبامين، ذلك الناقل العصبي الذي يُشرف على حركات الجسم.
هذا وكان اكتشف باحثون إسرائيليون من جامعة بن جوريون في النقب-جنوب اسرائيل أنّ بروتين BMP5/7 قد يكون علاجا واعدا في المستقبل من أجل تبطيء وإيقاف تطوّر الحالة المرضية الخاصّة بالشلل الرعاش. على ضوء التجارب المخبرية على فئران التجارب، تبيّن أنّ بروتين BMP5/7 جنّب حصول الإعاقات الحركية الناجمة عن تراكم بروتين Alpha-Synucléine وأوقف خسارة الخلايا الدماغية المنتجة للدوبامين.
تدريجيا، تتصاعد حدّة الأعراض لدى مريض الشلل الرعاش. تظهر الأعراض في بداية مسار المرض على حين غفلة وتكون متمثّلة بضعف النشاط البدني وبالتعب غير المبرّر وبالأوجاع ذات المصدر صعب التحديد وبصعوبة الكتابة وبرجفان يد من اليدين وبالتيبّس متقلّب المكان.
لاحقا، تشتدّ أعراض المرض لتصبح جليَّة أكثر فأكثر من خلال الصعاب التالية :
-التباطؤ العام في الحركة
-تيبَّس العضلات عموما
-الرعاش أو الارتجاف في أحد الأطراف
-اضطرابات التوازن
-الأوجاع المشوبة بالتنميل وبالتشنّجات
-الاضطرابات الهضمية والبولية
-مشاكل النوم كالأرق والنعاس القهري
-الشكوى من التعرّق والهبّات الساخنة والإفراط في إفراز اللعاب
-الاضطرابات النفسية من قبيل الاكتئاب والقلق وإفراط الحساسية والمعاناة من أفكار الاضطهاد
شكّلت جائحة الكورونا تهديدا كبيرا للمصابين بداء الباركنسون إذ أنّ الذين يلتقطون فيروس Sars-CoV-2 تزداد مخاطر الوفاة لديهن بنسبة 30% جرّاء العاصفة السيكوتينية الخاصّة بالتهابات مرض الكوفيد-١٩. فكيف يحتاط مرضى الباركنسون في زمن الجائحة ؟ وهل تلقيّ لقاحات الكورونا يُفشل العلاجات التي يحصل عليها المصابين بالشلل الرعاش أو لا ؟
يجيب عن هذه الأسئلة الدكتور نجيب كساني، الاستشاري في أمراض الجهاز العصبي وتخطيط الدماغ والأعصاب والعضلات وأستاذ التعليم العالي ورئيس مصلحة أمراض الجهاز العصبي في المستشفى الجامعي محمد السادس-مراكش.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك