قرأنا لكم

عَيْنُهُ في يدي، صور جزائرية للتاريخ

نشرت في:

نخصص حلقة هذا الأسبوع من برنامج "قرأنا لكم" لكتاب لافت يتزامن مع حلول الذكرى الستين لتوقيع اتفاقيات ايفيان التي مهدت لاستقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي وكتاب مشترك بين المصور والمخرج الفرنسي ريمون دوباردون والكاتب الجزائري كمال داود صدر مؤخرا عن دار النشر الجزائرية "برزخ" ودار "صور متعددة" الفرنسية بعنوان: "عينُهُ في يدي". ويحتوي الكتاب على مجموعة من الصور كان التقطها المصور الفرنسي في الجزائر عام 1961 وصور أخرى للوفد الجزائري في سويسرا حيث كان المفاوضون الجزائريون والفرنسيون يتفاوضون حول اتفاقيات ايفيان التي وضعت لاحقا حدا للاستعمار الفرنسي في 18 مارس 1962. هذا بالإضافة الى صور جديدة التقطها دبوردان في الجزائر ووهران عام 2019. وتترافق هذه الصور مع نصوص لكمال داود تتحدث عن أثر هذه الصور وعن ملابسات واشكالات سؤال الهوية الجزائرية من الاستقلال حتى الآن.  

“ريمون ديباردون - كامل داود  في معرض "عينه في يدي"
“ريمون ديباردون - كامل داود في معرض "عينه في يدي" © إذاعة فرنسا الدولية
إعلان

والواقع أن ريمون دوباردون كان يحتفظ في أرشيفه الشخصي بالصور التي التقطها في الجزائر وايفيان طيلة ستين عاما ولم يفكر أبدا في نشرها. وفي عام 2018 راجع دوباردون الصور التي التقطها وعمره تسعة عشر عاما لما بعثته وكالة دالماس للتصوير الى العاصمة الجزائرية ثم الى سويسرا. وبعد مرور ستين عاما على تلك الصور رغب دوباردون في وجهة نظر جزائرية تسند هذه الصور بنصوص مكتوبة. وعملا بنصيحة زوجته المخرجة كلودين نوغاري اتصل دوباردون بالكاتب الجزائري كمال داود الذي قبل الدعوة بدون تردد والنتيجة هي كتاب مشترك بين الرجلين يشمل الصور التي التقطها دوباردون قبل ستين عاما ثم مجموعة أخرى من الصور لنفس الأماكن تقريبا التقطها عام 2019 مصحوبة بنصوص بقلم كمال داود. لنستمع بداية الى ريمون دوباردون متحدثا عن عودته لتصوير الجزائر بعد مرور ستين عاما على الصور 1961.

"في البداية اعتقدت طويلا أن هذه الصور رغم أهميتها وجمالها هي للنسيان وعندما علمت بقرب حلول الذكرى الستين لاتفاقيات ايفيان شعرت برغبة جارفة لنشرها لأنها صور تنتمي للجزائريين وليست لي. ان تلك الصور تؤرخ لآخر أيام فرنسا الجزائرية قبل الاستقلال وانسحاب الفرنسيين. لقد التقط تلك الصور في ظروف صعبة ومشحونة وكنت أتخفى لألتقطها بشكل سري. كان عمري آنذاك تسعة عشر عاما وكنت حديث العهد بفن التصوير الفوتوغرافي. أخذت السفينة من مدينة مارسيليا في اتجاه الجزائر لأول مرة في حياتي. ربما يصعب اللآن على الناس تخيل أن الجزائر كانت فرنسية وتشبه الى حد كبير مدينة مارسيليا. كانت مدينة بيضاء تطل على البحر المتوسط. ولاحقا تم انتدابي لتصوير المفاوضين الجزائريين في مفاوضات ايفيان والتقطت صورا مدهشة للمفاوضين الجزائريين الذين كانوا أفرادا من النخبة ومثقفين يتحدثون الفرنسية بطلاقة وقد فارقوا كلهم الحياة وبعضهم تعرض للاغتيال لاحقا.  لقد نُصحت بالعمل مع كمال داود وكان اختيارا صائبا. لم أطلب منه رأيا سياسيا بل تعليقات عن ما توحي له تلك الصور وتأملات في الأسئلة التي تطرحها فيما يخص التاريخ والذاكرة والهوية"

وللإشارة فبالتزامن مع صدور هذا الكتاب نظم معهد العالم العربي بباريس معرضا بنفس العنوان "عينه في يدي" ضم الصور المنشورة في الكتاب بالإضافة الى فيلم وثائقي يظهر فيه كلا من ريمون دوباردون وكمال داود يتحدثان عن تجربتهما المشتركة وعن تأويلهما للصور...

وكل كتاب وأنتم بخير.... 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى