في الصحف العربية الصادرة اليوم تساؤلات كثيرة حول ما بعد الحرب في غزة ومن بينها سؤال "لماذا تغيّر الخطاب المصريّ تجاه «حماس»؟ الذي جعلت منه "القدس العربي" موضوع افتتاحيتها.
حرب غزة هدية للنظام المصري؟
تقول "القدس العربي" في افتتاحيتها انه "بعد أن كانت «حماس» الشماعة التي علّق عليها النظام المصريّ مشاكله الأمنية في سيناء، وبعد أن كانت رقعة تهديف، وكان التخابر معها تهمة خطيرة، صارت الحركة، واشتباكها العسكري مع إسرائيل، هديّة كبرى للنظام المصري أعادته إلى موقع الأحداث" تقول "القدس العربي" التي رأت انه "مع هبوب موجة التطبيع الجامحة التي قادتها الإمارات، احست القاهرة، فجأة، بمساوئ فقدان التوازن في القضية الفلسطينية، وكذلك بفقدان دورها السابق كوسيط عربيّ فاعل في شؤون الفلسطينيين" وترى "القدس العربي" ان القاهرة فوجئت بركوب الإمارات على خط إحياء مشروع «إيلات ـ عسقلان» لنقل النفط العربي إلى أوروبا عبر إسرائيل، وهو ما يمثل خطرا على دور قناة السويس، وكذلك على خط «سوميد» المصري الناقل للنفط من خليج السويس إلى بحر المتوسط.
وقد اعتبرت "القدس العربي" ان "أحداث الشيخ جراح والأقصى، ثم العدوان الإسرائيلي على غزة جاءت لتفتح للقاهرة باب إعادة ترتيب الخطاب الرسمي، وهو أمر لقي ترحيبا سريعا من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونتج عنه اشتراك مصريّ اردنيّ في الوساطة، وإعلان مفاجئ للسيسي عن تخصيص مبلغ 500 مليون دولار لإعمار غزة.
ماذا بعد الحرب على غزة؟ اسئلة صعبة مسكوت عنها
ماجد كيالي كتب في صحيفة "العرب" عن "الأسئلة الصعبة المسكوت عنها لما بعد الحرب المدمرة على غزة". تساءل "ماجد كيالي" عما اذا كان "التحول نحو العسكرة والحرب الصاروخية سيعزز من النهوض الشعبي الفلسطيني، وسيرسخ انتقال فلسطينيي 48 إلى قلب العملية الوطنية الفلسطينية أم أنه سيؤدي إلى كبح ذلك، وقطع الهبّة الشعبية" وتساءل "ماجد كيالي" عما اذا كانت حماس ستتمكن من تصريف كل التضحيات والبطولة في فرض شروط معينة على العدو أم ستكون النتيجة كالحرب السابقة، أو في أحسن الأحوال الاعتراف بشرعيتها كسلطة في غزة، مع تكريس فصلها عن الضفة؟
تقدميو أمريكا صداع لإسرائيل
صحيفة "العربي الجديد" جعلت من انقسام الحزب الديمقراطي حول غزة موضوع الغلاف، تحت عنوان "تقدميو أمـريكا صداع لإسرائيل". "العربي الجديد" رأت ان الجناح اليساري، المسمى التقدمي، داخل الحزب نجح فـي تشكيل قـواعـد صلبة، بـنـاء على انتماء الأقليات الـديـنـيـة والـعـرقـيـة إلـيـه مـن جـهـة، ومـنـاصـرتـه الـقـضـايـا الإنسانية مــن جهة أخــرى. لكن الـعـلاقـة مـع إسـرائـيـل ظلت مع ذلك مـع ذلــك، اسـتـثـنـائـيـة، بـفـعـل وجــود الـجـنـاح اليميني المحافظ" تقول "العربي الجديد".
لكن ما هو مؤكد وأكثرت الصحف الأميركية في الكتابة عنه أخيرًا، أن الدينامية اليسارية المستجدة داخل الحزب الديمقراطي كـانـت صـاحـبـة الــدور الـرئـيـسـي فـي الضغط عـلـى الـرئـيـس جـو بـايـدن لـكـي يـرغـم بــدوره القيادة الإسرائيلية على وقف العدوان على الفلسطينيين بــأســرع وقــت مـمـكـن، بـعـدمـا أظــهــر فــي اليومين الأول لـلـحـرب تـأيـيـدًا مطلقًا لتل أبيب.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك