العرب اللندنية: غياب المنطق يتحكم بالبرهان وحميدتي

السودان والتصالح مع المنطق

حقّقت الوساطة السعوديّة الأميركية نجاحا نسبيا. لكنّ القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع لم يتوقف. و من الواضح أنّ لدى كلّ من الجنرالين ما يكفي من العناد .

فالسودان, وبحسب خيرالله خيرالله في العرب اللندنية,  يتجه إلى كارثة أكبر، خصوصا أنّه ليس هناك طرف خارجي يستطيع وقفها. إضافة إلى غياب واضح للشعب السوداني الذي وقف عام 2019 واستطاع التخلّص من عمر حسن البشير ونظامه.

يبدو الوضع السوداني في الوقت الراهن وضعا ميؤوسا منه. يعود ذلك إلى غياب أي منطق يتحكّم بتصرفات الجنرالين… باستثناء منطق الحسابات الشخصيّة لكلّ منهما.

ولكن هل من مجال لمصالحة بين المنطق من جهة وكلّ من البرهان و”حميدتي” من جهة أخرى؟ يقول خيرالله ان أي من الرجلين لا يمتلك المؤهلات التي تسمح لأيّ منهما بالانتقال إلى السياسة مع ما يعنيه ذلك من تخلٍّ عن مشروع فاشل سلفا مثل كل مشاريع الضباط الذين تعاقبوا على السلطة في السودان… من إبراهيم عبود وصولا إلى البشير، مرورا بجعفر النميري.

صراع الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب من أجل التموقع الإقليمي

يقول بلال التليدي ان السبب الرئيسي لإعفاء وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان العمامرة, لم يكن فقط بسبب رغبة في إزاحته من سباق الرئاسة الانتخابي , انما يتعلق بتقدير المؤسسة العسكرية لمسار إدارة الصراع مع المغرب.

الجديد في إدارة التوتر شمل ثلاثة ملفات ، الأول رياضي، يتعلق بفشل الجزائر في كسب رهان تنظيم كأس الأمم الافريقية عام2025.والثاني، ويتعلق بنشر  لجنة التحقيق في برامج «بيغاسوس» تقريرا مفصلا يبرئ المغرب من التهم الموجهة له. ومن جهة ثانية، تصويت البرلمان الأوروبي على اللائحة المتعلقة بوضع الحريات الإعلامية، ما شكل إدانة لوضعية حقوق الإنسان في الجزائر.

النكسة الثالثة وفق الكاتب، تتعلق بدخول العلاقات المغربية مع اسبانيا وألمانيا وبريطانيا الى دائرة الشراكة الاستراتيجية.

فيما يتعلق الملف الثالث، بالوفد الإفريقي للوساطة بين روسيا وأوكرانيا للتسوية السلمية, إضافة الى التصريحات التي صدرت عن رئيس مجموعة البنك الإفريقي للتنمية ، بأن المؤسسة المالية تدعم المشروع النجيري الجزائري لمد أنبوب الغاز العابر للصحراء نحو أوروبا.

التليدي يشير في القدس العربي الى ان التقدير المغربي، أن الشروط لم تنضج بعد لتصور إمكانية نجاح تسوية بين كييف وموسكو.

وبالنسبة للحدث الثاني، فإنه هو الآخر لا يحمل دلالة سياسية أو استراتيجية، فالمتحدث باسم البنك الإفريقي للتنمية، لم يقدم أي التزام بشأن التمويل، وإنما تحدث عن إمكانية الدعم بناء على الطابع الاستراتيجي للمشروع.

إسرائيل تحتاج إلى قتال مستمرّ

تنتشر في إسرائيل على نطاق واسع، مقولة إن الجيش الإسرائيلي هو دائماً في حالة حرب، فهو إما يقاتل فعليا على الجبهة أو أنه يستعدّ للحرب المقبلة.

ويمكن النظر إلى المعارك بين الحروب تكتيكا وقائيا لمنع تنامي قوة الخصوم، وللحيلولة دون تشكيلهم بعد ذلك خطرا مضاعفا، ولو اقتصر الأمر على ذلك، لاعتبر أن استدامة المعارك والحروب بالنسبة لإسرائيل ضرورة دفاعية في ضوء الادّعاءات أنها محاطة بالأعداء الذين يتطلعون للقضاء عليها من كل جانب. ويتبيّن أن تصنيع الأسلحة وتجارتها وتقديم الخدمات الأمنية المرتبطة بها قطاعات مربحة جدا.

وتتميز المنتجات العسكرية الإسرائيلية بأنها مُجرّبة في الميدان، وفي جولات القتال، والعمليات المحدودة، لا في المختبرات والمناورات وتجارب المحاكاة الافتراضية فقط.

تتغيّر الظروف ويتبدّل الخصوم من دول قومية عربية إلى خطر التنظيمات الإسلامية والخطر النووي الإيراني، وكل ذلك إلى جانب العدو الثابت وهو الشعب الفلسطيني بتشكيلاته المختلفة، وتبقى العقيدة العسكرية الإسرائيلية راسخة، لكونها باتت مصدرا لقوة هذه الدولة ونفوذها، وعنوان هذه العقيدة ...الحاجة إلى قتال دائم ومستمرّ.