المشجعون الفرنسيون لـ "لوموند": أُعجبنا بالضيافة وبأجواء المونديال في قطر

أوكرانيا، الصين وإيران: 2022 سنة شجاعة الشعوب 

المعلقون الفرنسيون ربطوا بمعظمهم بين احداث أوكرانيا، الصين وإيران، جاعلين من "سنة 2022، سنة شجاعة الشعوب" كما كتب "إتيان غرونيل" في "لوبوان". مقاله بمثابة تحية ل "عزيمة وبطولة الذين انتفضوا في سبيل مثال الحرية الأعلى فيما الغرب متقاعس" يقول "غرونيل". بدوره "لوك دو باروشيه" أشار في مقاله في "لوبوان" الى ان "ارتفاع هتافات "فليسقط شي جينبينغ وفلسيقط الحزب الشيوعي" في شانغهاي تظهر مدى الغضب الذي تسببت به سياسة "صفر كوفيد" وما فرضته من تشدد في إجراءات الإغلاق والعزل... هذه السياسة منحت القادة الصينين آليات لتعزيز الرقابة الاجتماعية بلغت مستويات غير مسبوقة" تابع "باروشيه" وقد لفت الى ان" شي جينبين مستعد للمخاطرة بكسر العقد الاجتماعي الذي وضعه سلفه "دينغ تساوبينغ" أي الاثراء السريع مقابل الحد من الحريات الشخصية، كل ذلك في سبيل الحفاظ على السلطة. نظن دوما" خلص "لوك دو باروشيه" ان "الديكتاتوريات الشبيهة بتلك السائدة في الصين وروسيا ابدية حتى يأتي يوم تنهار فيه". افتتاحية "لكسبرس" التي جعلت من "فشل الصين" كما عنونت، موضوع الغلاف رأت هي أيضا "ان تعامي الأنظمة الاستبدادية هو ما سيؤدي الى هلاكها". 

قناعات ماكرون في "لوباريزيان"

والآن الى المقابلة المطولة التي أجرتها "لوباريزيان" مع الرئيس الفرنسي وقد جعلت منها موضوع الغلاف، تحت عنوان "قناعات ماكرون". من أوكرانيا، الى الازمة الاقتصادية والهجرة السرية وإيران وإصلاح النظام التقاعدي في فرنسا لم يغيب الرئيس ماكرون أيا من الملفات المطروحة حاليا. ومما قاله الرئيس الفرنسي إن "ما من سبب للقلق من انقطاعات محتملة للتيار الكهربائي" لكنه دعا الفرنسيين الى تقليل استهلاكهم للطاقة. "إيمانويل ماكرون" أعلن أيضا أنه سيتحدث "قريبا" مع فلاديمير بوتين حول القضايا الأمنية بشأن "الطاقة النووية المدنية" في أوكرانيا. وكان قد أشار في حديث الى قناة TF1 الفرنسية الى انه "على الغرب التفكير في كيفية معالجة حاجة روسيا لضمانات أمنية إذا وافق الرئيس فلاديمير بوتين على إجراء مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا". "إيمانويل ماكرون" ندد كذلك في مقابلته هذه بأكاذيب السلطات الإيرانية واكد انه مارس ضغطا قويا على نظيره الإيراني بالنسبة الى اعتقال طهران لرعايا فرنسيين. المقابلة تناولت جميع المواضيع بما في ذلك المونديال وقد ختمها ماكرون بتوقع فوز فرنسا 3-1 في مباراتها المتوقعة بعد ظهر هذا اليوم ضد بولونيا. 

"لوبوان": مونديال قطر على أكمل وجه 

الصحافة الفرنسية لم تقتصر مقالاتها حول المونديال على المنحى الرياضي... اللافت انها قللت من انتقادها لاستضافة قطر لبطولة كأس العالم في كرة القدم. هنا يجب ان نخص بالذكر مقال "نيكولا بافريز" في مجلة "لوبوان" وفيه ان "بعض الانتقادات قد تكون محقة، لكن يجب الإقرار" تابع "بافريز" انه "غالبا ما أقيم المونديال في بلدان أكثر بعدا من قطر عن حقوق الانسان". مقال "لوبوان" لفت أيضا الى ان "كأس العالم الأولى التي تنظم في العالم العربي أتت على أكمل وجه. هي مضيافة وسهل الوصول الى ملاعبها. ولكن فيما هو ابعد من قطر، أبرز المونديال المتغيرات الجارية في الخليج الفارسي" كما قال "نيكولا بافيرز" الذي لفت الى ان "المنطقة تسجل أكبر نسبة نمو في العالم في وقت يتقدم فيه الركود في جميع نواحي الكوكب" والى انها "بدأت بالاستثمار فيما بعد النفط". 

المونديال فرصة لتسليط الضوء على متغيرات الخليج المذهلة 

"نيكولا بافريز" أشار الى "اتجاه بلدان الخليج لمزيد من الاستقلالية تجاه الشريك الأميركي من خلال قرار السعودية خفض انتاجها النفطي بالتوافق مع روسيا. عدا عن ان اختلال الشراكة والضمانة الأمنية التي تقدمها الولايات المتحدة أدت الى تقارب بلدان الخليج فيما بينها" بحسب "بافريز" وقد خلص الى انه "بالرغم من استمرار المخاطر المتمثلة بحرب اليمن والمواجهة مع إيران يسهم نجاح مونديال قطر بتسليط الأضواء على المتغيرات المذهلة التي تشهدها دول الخليج والدينامية الإيجابية التي تمنحها للمنطقة والتي تسهم في صعود وتحرر بلدان الجنوب بشكل عام". هذا فيما موفد "لوموند" الخاص الى الدوحة "بانجامان بارت" خصص مقاله لنقل "شهادات الفرنسيين الذي أتوا قطر لحضور المونديال وقد تفاجأوا عكس ما كانوا متوقعين بحسن الضياف وحسن تنظيم هذه الدورة من كأس العالم".