ماذا يحصل للعالم؟ بل ماذا يحصل للبشر؟ يكاد لا يمرّ يوم لا أسمع فيه قصة واحدة في الأقلّ عن صبية انقلبت حياتها إلى جحيم بعد وقوعها في شِباك حبيبٍ مزيّف على الانترنت تاجر بخوفها من "الفضيحة" وصار يبتزها الكترونياً. ولأكن واضحة وعادلة: جريمة الابتزاز الالكتروني لا تستهدف الشابات فقط، وإنما الشبان أيضا. كيف يمكن إنساناً أن يكون على هذا القدر من الدناءة والبشاعة والسفالة في آن واحد؟ من أين ظهر كل هؤلاء الوحوش فجأة؟ أم تراهم لطالما كانوا موجودين، ولم يكن فضاء السوشال ميديا سوى فرصة لكي يعبّروا عن قذارتهم؟
لا شك في أن الابتزاز الالكتروني قد تحوّل في أيامنا هذه الى "بزنس"، خصوصاً وأن المتربصين وجدوا في فترة الحجر المنزلي مناسبة مثالية لاختراق وحدة الناس وخصوصيتهم، بعدما لجأوا الى التقارب الافتراضي كتعويض عن التباعد الاجتماعي. هكذا تكاثرت عصابات التكنولوجيا التي توقع المراهقات والمراهقين في "المِصيدة" الالكترونية، وتستغلّ معلوماتهم الشخصية بطريقة تجعلهم مُدانين بدلاً من جلاّديهم، كل ذلك بسبب الخشية من العيب. يُمارس مجتمعنا المزدوج المعايير "ساديته" على أبنائه وبناته، ما يمنح المبتزّ حصانةً لتنفيذ "جرائم" تسوق ضحاياها إلى الانتحار أحياناً. والمشكلة لا تكمن في جهل هؤلاء سُبُل الوقاية فحسب، وإنما في خوفهم من أهلهم وعجزهم عن مواجهة التهديد وافتقارهم الى شبكات الحماية الضرورية. إزاء خطورة هذه الأفعال، هل تتعامل حكوماتنا مع الابتزاز الالكتروني بالجديّة اللازمة؟ هل هو فعلا جريمة في ذهنية المجتمع العربي الذي غالباً ما يلوم الضحية؟
أمام متاهات وسائل التواصل وفِخاخها، كيف نُنمّي الوعي عند شبابنا الغارق في عوالم فايسبوك وتويتر وانستاغرام وسواها؟ والأهم، كيف نومّن بيئة صحية تُسهّل على الضحية الإبلاغ، بدلاً من الانصياع لأوامر المبتزين وطلباتهم؟
بات ضرورياً، بل طارئاً جداً، أن نجد الإجابات عن هذه الأسئلة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك