مدونة اليوم

غادة عبد العال : "رحيل الطفل البرتقالي "

نشرت في:

أمضيت الأيام السابقة في متابعة حثيثة لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، و أظن أني كنت أكثر اهتماما بنتائجها من بعض الأمريكان، و قبل ما حد يسألني ليه سيدة شرق أوسطية مصرية مسلمة تتابع الانتخابات الأمريكية بهذا الاهتمام، خليني أقول إن الأمر مالوش علاقة بكوني شرق أوسطية أو مصرية أو مسلمة، و إنما فقط بكوني بني آدم يكره الصلف والعنصرية و الظلم والغباء، ويكره كل من يمثلهم، و خاصة لما يكون الشخص المتبني لكل هذه القيم الهدامة في منصب يتيح له التأثير على ملايين مش بس تحت رئاسته و إنما في كل أنحاء هذا الكوكب المتعوس.

مونت كارلو الدولية
إعلان

قريت على مدار أسابيع تحليلات سياسية عدة، عن إن هي هياها يا جماعة، و أمريكا مش بتتغير بتغير رؤساءها، و لا مواقفها تجاهنا هتتغير و لا سياساتها الخارجية لأن سياساتها ثابتة و لأنها دولة مؤسسات.

و على قدر تقديري لوجهة النظر دي على قدر اندهاشي من أصحابها، اللي حقيقي مش فاهمين مدى التأثير الكارثي من وجود شخص زي الرئيس الأمريكي البرتقالي السابق على القيم الإنسانية في العموم، و إزاي خطبه و أفعاله كانت بتحول أعمال و أفكار اتفق العالم على إنها إجرامية أو بذيئة أو متدنية أو ظالمة إلى أشياء طبيعية من المفترض إنها تكون جزء من حياتنا اليومية و نتعود عليها و كأن هو ده المنطق الجديد للأشياء.

إزاي مش شايفين إن فيه وجه للاحتفال أو حتى للارتياح للتخلص من شخص كان بيتولى أهم منصب في العالم و بيصرح ببساطة إنه يقدر يمسك أي ست من أعضاءها الحساسة لمجرد إنه غني، شخص خرج في خطبة من خطبه ليسخر من صحفي من متحدي الإعاقة بتقليد طريقة كلامه و حركته بشكل مبتذل، شخص وجه لمنع أشخاص من دخول بلده فقط لأنهم من دين مش عاجبه، شخص تسبب في فصل مئات الأطفال عن أهاليهم طالبي اللجوء السياسي و وضعهم في أقفاص و إدى تعليمات إنهم يتوزعوا على أماكن في ولايات بعيدة لدرجة إنهم بعد سنين مش عارفين يوصلوا لأهاليهم، شخص خرج وقت وباء عالمي يشكك فيه و يسخر من الأطباء اللي بيتكلموا عن خطورته بل و ينصح المرضى بإنهم يحقنوا نفسهم بالمنظفات و الكلور كأحد أغبى التصريحات البشرية على مر التاريخ.

شخص كان ضد أصحاب البشرة غير البيضاء و ضد النساء و ضد معتنقي الديانات الأخرى و ضد حقوق المرأة و حرية الرأي و مع النعرات النازية و مع الاستخفاف بالعلم و ضد الاعتراف بمشاكل الكوكب البيئية ، شخص يكذب كما يتنفس و يحط من شأن الآخرين كلما تكلم، و وجوده خلى الناس تعتبر إن هذا القدر من الغشومية و الوقاحة و البذاءة و العنصرية هي تصرفات طبيعية يمكن تقبلها.

لكل هذا أهتم و لكل هذا أحتفل، فابتعاد أي شخص يحمل هذه الصفات عن أي منصب إن شاء الله يارب منصب رئيس مراجيح مولد النبي، لهو انتصار يجب أن يحتفى به.  

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى