الأسبوع الفائت في مصر، فتاة في التاسعة عشرة من العمر، قتلها والدها لأنها رفضت الزواج من عريس مدبّر. أيضاً الأسبوع الفائت في مصر، طبيبة في الرابعة والثلاثين من العمر تعيش وحدها. قام صاحب المبنى وزوجته والبواب وأحد السكان بكسر باب شقتها لا لسبب سوى لأن صديقها كان عندها. ضربوها ورموها من الطابق السادس لأنها في عرفهم "زانية". أيضاً الأسبوع الفائت في مصر، حاول مجرم متحرّش اسمه محمد جودت استغلال طفلة لا تكاد تبلغ الخامسة من العمر. ولولا تدخّل الجارة البطلة التي رأته وأوقفته عند حدّه، لكان على الأرجح اغتصب الطفلة.
ماذا يجري في مصر؟ ماذا يجري في بلاد نجيب محفوظ ومحمد عبد الوهاب ومحمد ناجي وأم كلثوم ونوال السعداوي وكمال الشناوي وسواهم كثر لا يعدّون من أيقونات الأدب والموسيقى والفنّ وروّاد التقدم في العالم العربي؟ ماذا يجري في "أم الدنيا" التي كانت أم الصحافة الحرة والثقافة الحرة والعقول الحرة؟ أسأل عن أم الدنيا وحري بي أن أسأل عن دنيا العرب بأجمعها! كيف لا وكل يوم تطالعنا أخبار وقصص وارتكابات مروّعة في حق الفتيات والنساء، من لبنان وسوريا والأردن وصولاً الى الخليج مروراً بالمغرب العربي؟
لماذا أيها الذكوريون؟ لماذا؟ أيّ جوع تريدون أن تشبعوه؟ أي نقصان تريدون أن تردموه؟ أي ضعف تريدون أن تخبئوه؟ وعمّ تريدون التعويض؟ أتحدّاكم أن تجيبوا عن هذه الأسئلة. أتحدّاكم أن تواجهوا بشاعتكم ونذالتكم وجبنكم في مرآةٍ لا تكذب ولا تساير. سوف تقول لكم إنكم بلا شرف. وبلا كرامة. وأن الدين والعادات والتقاليد وسواها من التبريرات الواهية التي تتحججون بها لارتكاب مثل هذه الجرائم لا تكفي لإخفاء واقع أنكم وحوش، وجدير بكم أن تعيشوا في الأدغال، لا بيننا. وجديرٌ بنا أن نصطادكم واحداً واحداً وأن نعرض رؤوسكم على جدران بيوتنا كغنائم.
هل تجدون كلامي عنيفاً؟ جيّد. إن هو سوى نقطة في بحر غضبنا المتصاعد. فارتدعوا قبل مجيء الطوفان.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك