يالله... كارثة... خسارة كبيرة للثقافة. ياللهول! ... خبر مؤسف جدا...في إحدى الندوات الرقمية، قدم الباحثون المشاركون التعازي فيه وعبروا عن أسفهم لرحيله.... قبل أن نكتشف أن المفكر المغربي عبد الله العروي حي يرزق وأن الأمر إشاعة وأنها الإشاعة الثانية حول وفاته خلال أسابيع قليلة.
كتب صديقي يقول:
"تفاجأت فعلا بعدد المعزين في عبد الله العروي أطال الله عمره... لو قرأ نصفُ العددِ فكرَ العروي...لكنا اليوم أحياء نرزق".
نهاية التغريدة.
وهذا ربما جزء من المشكل... أننا نتسابق على تقديم التعازي في وفاة المفكرين الكبار... ولا نستفيد من فكرهم!
من الطبيعي أن لا يستسيغ البعض فكر العروي وحتى أن لا يتفق معه... من الطبيعي أن لا يحب البعض قراءة الأعمال الفكرية عموما لأنه يفضل مثلا الرواية، أو الشعر...
لكن المشكلة أكبر من هذا بكثير. المشكلة أن ما صار يهمنا، هو أن نظهر للآخرين أننا نعرف هذا الاسم أو ذاك، وأننا قرأنا له أو شاهدنا أفلامه... أكثر مما يهمنا أن نعرف الشخص فعلا وأن نتابع أعماله ونطلع على إنتاجاته الفكرية أو الفنية أو غيرها.
ما صار يهمنا، أن نكون أول من يضع عبارة RIP على صفحتنا لاستقبال التعازي والاستفادة من التقاسم على صفحات وبروفايلات الغير... وكأننا وكالة صحافية أو جريدة أو موقع إعلامي يحقق السبق الصحافي.
أتساءل بصدق منذ متى طغى هذا السلوك الغريب الذي يجعلنا نتسابق على إعلانات الموت حتى لو كانت إشاعة... فقط لنكون ضمن أوائل الناعين.
أذكر مدير موقع مغربي لامه صحافي لأنه نشر خبر وفاة فنانة مغربية محبوبة بينما كانت حية ترزق. أجابه مدير الموقع: "لا إشكال... "الفنانة فلانة توفيت" هو خبر يضاعف الزيارات للموقع... و"الفنانة لم تمت" هو مقال آخر يجلب القراء".
لهذه الدرجة أصبحت حياة الآخرين ومشاعرهم ومشاعر أهلهم رخيصة نستجدي بها رفع أْعداد الزيارات ورفع أسهمنا على بورصة مواقع التواصل.
فمتى سنقتسم مع بعضنا ميثاقا جديدا لأخلاقيات التواصل الاجتماعي؟
سناء العاجي
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك